أمل حمدي تكتب: اختفاء أمينة وسي السيد

كنت سمعت من النساء كثيرا مصطلح "دا عامل فيها سي السيد"، سي السيد المتشدد، القائم بعمل المدير الآمر والناهي الذي لا يمكن أن تقال كلمة أو يفتح نقاش بعد كلمته وأمينة المطيعة، مكتوفة الأيدي الذي لا حول لها ولا قوة.

شاهدنا جميعا سي السيد من أشهر شخصيات السينما والدراما المصرية وظهر في ثلاثية نجيب محفوظ وفي عمل سينمائي ودرامي، حيث جسدها في الفيلم يحيى شاهين وفي المسلسل محمود مرسي.

أما عن الوقت الحالي رأيت بعيني عكس ما سمعته تماما وكل ادعاءات النساء والمرأة المصرية على وجه الخصوص أن في بيتها سي السيد فهذا ليس موجودا على أرض الواقع أو تقريبا موجود لكن بدرجة لا تذكر، لأن المرأة المصرية لم تعد ضعيفة ولا يستهان بها، وتولت المناصب القيادية وشاركت في الحياة السياسية ووصلت إلى مواقع صنع القرار وشغلت السفارات والوزارات علاوة على وظيفتها الأساسية وهي تربية أبنائها وإخراجهن على أحسن ما يمكن.

والواقع أن هناك نساء كثيرات فرضت عليهم شخصية سي السيد وأمينة، ولهذا الحين موجودة في حياتهن بحكم واقعها المادي والاجتماعي والعلمي، وقصدت بالإتيان المادي خصيصا في المقدمة لأن الرجل المصري بطبيعته يحب المال والجاه والسلطة، واستحالة أن تفرض شخصية سي السيد على امرأة لديها المال والجاه والسلطة والعزوة لأنه يعمل لذلك مائة ألف حساب وكل ذلك نحن كمصريين ندركه جيدا.

لكن المتعلمة المثقفة الناجحة وقفت أمام سي السيد ودافعت بكل ما تملك عن كيانها ومحت الشخصية الجبارة المسيطرة، وهذا التصدي يجعلنا نتطرق إلى مشكلة ربما يكون وجودها هو سبب وجود سي السيد وانقلاب شخصية أمينة في مجتمعنا وهي أن مصر اصبحت الأولى عالميا في حالات الطلاق وذلك وفقا لما أصدره مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، حيث أصدر تقريرا ضم إحصاء مثيرا للجدل حول نسب الانفصال الزوجي (الطلاق) يؤكد أن مصر الأعلى عالميا وأن مجمل حالات الطلاق على مستوى اليوم الواحد تصل إلى 250 حالة، بالإضافة إلى حالات الخلع والمحاكم خير دليل على ذلك.

وهذه الزيادة في معدل الطلاق ربما تؤكد على اختفاء شخصية سي السيد وانقلاب شخصية أمينة، واختفائها لا يدل على ضعف الرجل على الإطلاق وسيطرة المرأة كما يعتقدون فالله سبحانه وتعالى يقول "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، فلا بد أن يسود العلاقة بينهم المحبة والتفاهم، والرجل الواثق من نفسه يشجع زوجته لأن نجاحها من نجاحه.

عزيزي الرجل انت سي السيد بعقلك ونضجك ونجاحك، وعلى المرأة أن لا تتوهم وتلقى الادعاءات الباطلة هنا وهناك أن شخصية سي السيد وأمينة ما زالت موجودة.