رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محافظ الشرقية وشائعة الرحيل


التقيت اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، مرة واحدة عندما حل ضيفًا على برنامج كنت أترأس تحريره، وأظن أنها الإطلالة الوحيدة له على الشاشة منذ توليه المسئولية، تبادلنا الحديث قبل وبعد البرنامج، شعرت أنني أمام مسئول مختلف، لديه حلم، ويمتلك إرادة قوية تؤهله لتحقيق هذا الحلم؛ ولأن كلانا ينتمي إلى تلك المحافظة.. لم أبذل مجهودًا في توصيل المشكلات التي يعاني منها المواطن، بل إنني فوجئت بأن لديه أضعاف ما عرضت.. فأيقنت أن الشرقية الطيب أهلها، والضائع حقها في خدمات كثيرة.. سوف تشهد نهضة تستحقها، لم لا وقد تولى أمرها أحد أبنائها الذي يعرف عنها ما لم يكن يعرفه من تولوا أمرها في السابق؟


كنت أراقب عمل اللواء خالد سعيد بعين الصحفي، وفي الوقت نفسه لا أستطيع أن أتجرد من هوى الانتماء لمسقط رأسي، أسعد بمشروع يفتتحه، وأهلل لقرار صائب يتخذه، ولا أتوقف أمام من يسعى لعرقلته؛ لأنني أدرك أن المسئول لن يستطيع إرضاء الجميع، ومن الممكن أن يصدر قرارًا للصالح العام فينعكس سلبًا على قلة تضعه فيما بعد هدفًا لسهامها، لذلك لم أعر هجوم أحد نواب البرلمان عليه اهتمامًا، خاصة أن أسبابا شخصية كانت وراء الهجوم وفقًا لما أخبرني به نائب آخر، ولم أعط بالًا لصحفي ينتقده، أو مراسل يتصيد له خطأ، فأحيانًا تكون الأزمة بين الصحفي والمسئول سببها حرص الأول على عمل لقاءات صحفية يرفضها الأخير بسبب انشغاله، أو عدم رغبته في التحدث للإعلام والاكتفاء بالبيانات التي تصدر من مكتبه.

لكن ما هالني أمس.. هذه التباريك التي تبادلها الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب شائعة رحيل اللواء خالد سعيد واستعداد الشرقية لاستقبال محافظ آخر، فرحة الرحيل لم تتوقف عند نائب اختلف مع المحافظ، أو صحفي رفض الرجل إجراء حوار معه، لكنها امتدت لكثيرين حتى طالت بعض موظفي الديوان، ومواطنين لا توجد بينهم والمحافظ أدنى خصومة، ولم أجد هذا الإجماع من المراسلين الصحفيين على سعادتهم بالرحيل، حتى من تربطني بهم علاقات من نواب البرلمان أبدوا ارتياحهم.

ما الذي فعله اللواء خالد سعيد حتى يسعد كل هؤلاء بشائعة رحيله؟ هل انكب الرجل على العمل فانعزل عن الصحفيين ومن لهم شكاوى من المواطنين؟ أم أنه لم يحقق الإنجاز الذي يطمح إليه الكثيرون؟ أم أن قرارات اتخذها لم تكن في مصلحة هذا الكم من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي؟ أم أنه يتعامل بطريقة لم ترق للبعض ولم يعتادوها من سابقيه؟ هل يتعرض الرجل لمؤامرة أم أنه يستحق بالفعل الرحيل؟

أتمنى أن يعقد اللواء خالد سعيد مؤتمرًا يدعو إليه نواب البرلمان والصحفيين ليستمع إلى الجميع ويتحدث عن الإنجازات التي حققها والمعوقات التي يواجهها، ولن يضيره إذا عقد هذا المؤتمر بشكل دوري، خاصة أن مثل هذه اللقاءات الدورية سبقها إليه رئيس الجمهورية الذي شاهدناه يقترب من الجميع ويستمع إلى ما يطرحه البعض بسعة صدر، وطالما اتخذ الرئيس قرارات مهمة في مؤتمرات بسبب مقترحات أعجبته.

ما رصدته على مواقع التواصل الاجتماعي من فرحة وتهليل؛ بسبب شائعة رحيل اللواء خالد سعيد يستدعي وقفة منه لإعادة النظر في العلاقة التي تربطه بالجميع، تلك الوقفة تفرضها حساسية الفترة التي تعيشها مصر والتي تحتاج إلى لم شمل كل المصريين، والنجاح لا يتحقق بفرد حتى لو كان محافظًا، بل يتحقق بالتفاف الجميع حول المحافظ، ولعلنا استمعنا للرئيس مرارًا وهو ينسب الفضل في الإنجازات التي تحققت للشعب لأنه تحمل معه أعباء كثيرة والتف حوله ومنحه ثقته.
basher_hassan@hotmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية