رئيس التحرير
عصام كامل

الأوقاف ضد الرئيس!


في الوقت الذي يدير فيه الرئيس السيسي علاقاته العربية بشكل أكثر التزامًا بعد توليه المسئولية عن السنوات السابقة له، خاصة بعد اشتعال المؤامرة ضد البلدان العربية، وفي حين يعلن الرئيس دعمه الكامل للعراق الشقيق ضد كل ما يهدد وحدته وأمنه، بل يعلنها صريحة مدوية بأن مصر تدعم العراق، بل تسهم في تسليحه وتدريبه ونتبادل مع الأشقاء الزيارات على أعلى مستوى..


ويأتي الرئيس العراقي ورئيس وزراؤه ثم كبار رجال الدولة العراقية، ثم الفاعلون الكبار في المشهد العراقي من عمار الحكيم وإياد علاوي وغيرهم، ثم يعلن العراق تزويد مصر بالبترول في صفقة كبيرة وبعدها الإعلان عن مشروع بتروكيماوي ضخم ممتد من العراق إلى الحدود المصرية، ثم نتابع زيارة المهندس محلب الذي ينتقل من أقصى أفريقيا إلى العراق، وهناك يزور بغداد ومدن أخرى منها الموصل، ويعود بتأكيدات شبه نهائية أو حتى نهائية بأولوية حصول مصر على مشاريع إعادة تعمير العراق..

والذي كانت نتيجة لجهود كبيرة طوال أربع سنوات أعادت الأمل للعديد من الشركات والعمالة المصرية بالعودة للعراق، وبينما كل ذلك وغيره يجري.. تحيل الأوقاف كبير الأئمة للتحقيق لأنه زار العراق!! السبب لأنه سافر بلا استئذان!!!

أو زار مراقد عراقية شيعية ضمن جهود الأزهر والأوقاف أصلا للتقريب بين السنة والشيعة، أي من صميم عمل الوزارة، بل إن وزير الأوقاف نفسه شارك في تكريم رجل دين الشيعي الكويتي محمد باقر المهدي في إشارة مهمة لرفض مصر المذهبية ووقوفها ضد مخطط الصراعات الطائفية الذي يدبر للمنطقة..

وكان يمكن للمخالفة الإدارية أو قل الشكلية لسفره بلا استئذان أن تبقى التحقيقات والعقوبات داخلية بين جدران الوزارة، وهو أسلوب تحرص عليه وزارات كثيرة أن تتسبب في حرج للدولة أو أثر فى مصالحها!

كيف سيرى الأشقاء في العراق الموقف الآن؟ إن كنا نعاقب من يزورهم؟ وكيف نسمح بضياع جهد الرئيس وأركان الدولة بسبب هذا الضجيج الجاري عن الزيارة؟ وهل استأذنت قيادات الوزارة قبل الظهور في برنامج العاشرة مساء أمس؟

كلمة أخيرة مهمة.. الرئيس السيسي عبر عن موقف كل مصري تجاه أشقائه وساند العراق الحبيب بإيمان عروبي حقيقي مثل كل المصريين بدليل دعمه لسوريا أيضًا، وليس بها بترول أو خلافه، كما يفعل ذلك حتى مع دول عربية فقيرة كالصومال.. وإن أردتم منع رجال الدين من السفر فامنعوهم عن السفر لإيران -مثلا- ولأسباب سياسية وليست مذهبية..

نهج الرئيس عرضه للتدمير الآن بسبب غياب الحصافة وافتقاد لياقة التصرف في أمور حساسة!
الحقوا هذا الملف وعالجوه سريعًا.. الأمر جد مهم!
الجريدة الرسمية