رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة سياسية للعملية العسكرية!


الأهداف العسكرية للعملية العسكرية (سيناء ٢٠١٨) واضحة، وأعلنتها القوات المسلحة في بيانها الأول للمصريين في صباح يوم الجمعة الماضية، وتتمثل في استهداف الإرهابيين في شمال ووسط سيناء، وأيضًا مدن القناة والظهير الصحراوى لها، فضلا عن إحكام المنافذ الحدودية لمصر، لمنع تزويد الإرهابيين بالدعم الخارجي سواء بالسلاح أو المال، أو أيضا بالعناصر الإرهابية.. لكن بالإضافة لهذه الأهداف العسكرية هناك أهداف سياسية لهذه العملية العسكرية الكبيرة والواسعة، والتي تنتهج فيها قواتنا المسلحة نهج المبادرة والبدء بالهجوم على مواقع الإرهابيين، التي تم رصدها على مدى أسابيع مضت..


وبالطبع قد يرى البعض أن أحد الأهداف السياسية لهذه العملية العسكرية، هو توجيه تحذير قوي لكل من تسول له نفسه تهديد أمن مصر أو النيل من مصالحها، خاصة وأن هذه العملية العسكرية سبقها تصريحات تركية ترفض اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر وقبرص، وهو ما يتضمن تهديدا مبطنا بخصوص المنطقة الاقتصادية الخاصة بِنَا في البحر المتوسط، والتي بدأنا البحث فيها عن الغاز والبترول، وظفرنا بكشف كبير وضخم في إحدى حقولها وهو حقل ظهر.

غير أن هناك رسالة سياسية مهمة تتضمنها هذه العملية العسكرية الكبيرة والشاملة. ويمكننا أن نضع أيدينا على هذه الرسالة فيما جاء في مقدمة البيان رقم واحد للقوات المسلحة.. فقد جاء في هذا البيان أنها جاءت بناء على توجيهات الرئيس السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة. وهذا يعنى أن القوات المسلحة تنفذ بكل الرضا توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة.. أي إن علاقة الرئيس بالقوات المسلحة متينة وأقوى من كل رهانات البعض مؤخرا للنيل من قوتها..

فقد راهن البعض في إطار تطلعهم لعدم إكمال السيسي فترته الرئاسية الثانية على إضعاف علاقاته بمؤسسات الدولة، وفى مقدمتها القوات المسلحة.. وها هى العملية العسكرية الكبيرة التي تتم بتعليمات من القائد الأعلى للقوات المسلحة تتضمن رسالة واضحة بأن مثل هذا الرهان أشبه بعشم إبليس في الجنة.. أي هو رهان مستحيل الحدوث، وهذه الرسالة موجهة أساسا لرجال أمريكا في مصر.
الجريدة الرسمية