رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

النحل مهدد بالانقراض!


للنحل دور لا يمكن للعالم الاستغناء عنه، فبغض النظر عن إنتاج العسل، فإن عملية التلقيح التي يقوم بها لكافة أنواع المحاصيل لا يمكن لمعظم النباتات النمو بدونها. من ثَمَّ يجوز القول إن انقراض النحل يهدد بمجاعة عالمية، تفضي إلى فناء سكان الكوكب.

أحدث دراسة علمية كشفت أن 749 نوعًا من النحل في مناطق أمريكا الشمالية وهاواي تتجه ببطء نحو الانقراض، وعزت السبب إلى تزايد استخدام المبيدات الحشرية التي تفقد النحل موطنه.

ما خلصت إليه "الدراسة الحديثة" ليس بجديد، وسط توقعات بأن يكون النحل في كافة أرجاء العالم على شفا الانقراض، خصوصًا إذا ما ظل القطاع الزراعي العالمي تحت رحمة مصنعي الأدوية الزراعية، وهم يمثلون شركات ضخمة واستثمارات مالية تقدر بمليارات الدولارات سنويًّا، حتى إن بعض الحكومات عاجزة عن فرض شروط معينة لجهة منع هذه الشركات من إنتاج أصناف من الأدوية تؤثر على البيئة والصحة.

ويعزز هذه الدراسة ما خلصت إليه في وقت سابق دراسة أوروبية، أكدت أن نحو ربع أنواع النحل الطنان في أوروبا يواجه خطر الانقراض بسبب فقدان موطنه وتغير المناخ، الأمر الذي يعرض للخطر تلقيح محاصيل بمليارات الدولارات.

وأكدت الدراسة أن نحل العسل تتناقص أعداده بشدة بسبب الأمراض، وقال “الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة”: إن ثلاثة أنواع من النحل الطنان هي من بين أهم خمس حشرات تلقح المحاصيل الأوروبية، مشيرًا إلى أن قيمة المحاصيل الأوروبية التي يسهم النحل الطنان في زراعتها، إلى جانب حشرات التلقيح الأخرى، أكثر من 22 مليار يورو (30.35 مليار دولار) سنويًّا، معتبرًا أن تغير المناخ، وتكثيف الزراعة، والتغيرات في الأراضي الزراعية، تشكل المخاطر الرئيسية التي يواجهها النحل الطَنَّان.

ويرى العلماءُ المختصون أن "المبيدات الحشرية قد تلعب دورًا أيضًا في مسألة تغيير سلوك النحل في البحث عن طعامها في الزهور البرية، حيث تجبر المبيدات النحلَ على تغيير أنواع النباتات المفضلة لديْه، ما يُعيقُ قدرتها على تعلُّم المهارات اللازمة لاستخراج الرحيق المُغَذِّي وحبوب اللقاح، وهو ما يجعل الفرصَ محتملةً لضآلة وجود النحل.

ويقوم النحل والحشرات الأخرى بتلقيح العديد من المحاصيل الغذائية والنباتات البرية في العالم، لكنه أصبح مهددًا في السنوات الأخيرة. وتعدُّ الدراسة النى نُشرت في مجلة "Functional Ecology" الأولى في استكشاف دور المبيدات الحشرية في التأثير على قدرة النحل في البحث عن الطعام من الزهور البرية التي تتميز بأشكال معقدة، مثل البرسيم الأبيض وبرسيم "التريفول".

من جانبها، تقول منظمة "آفاز" الدولية إن وجود النحل ضروري لاستمرار الحياة على الكوكب، لأنه يلقح واحدًا من كل ثلاثة أنواع من المحاصيل الرئيسية في غذائنا. وحتى الدراسات الممولة من قبل الشركات الكيميائية، التي تدعم المبيدات الضارة، أكدت مدى حجم الكارثة التي تتهددنا. 

الوضع خطير لدرجة لا يمكننا معها إضاعة الوقت أبدًا، نحن بحاجة إلى مشاركة الجميع في هذه المواجهة المصيرية.
Advertisements
الجريدة الرسمية