رئيس التحرير
عصام كامل

بسمة.. فقدت عينيها بسبب حجر طائش بمحطة قطار ههيا بالشرقية (فيديو وصور)

فيتو

لم تكن والدة "بسمة" تدري بأن القدر يخبئ لها أحداثا كثيرة سوف تغير مجرى حياتها، بعد فقدانها والدها سندها في الحياة، والذي تعتمد عليه في حل مشكلات حياتها الاجتماعية والأسرية، وعلاوة على ذلك تعرضت ابنتها الصغرى لإصابة بالغة في العين، وتحتاج لإجراء عملية جراحية، ولا تملك الأسرة المال لنفقاتها.


بمجرد سماع "هناء محمد عباس" 35 عاما، ربة منزل، نبأ وفاة والدها الذي يقيم في قرية تلراك التابعة لمركز أولاد صقر، هرعت إلى محطة قطارات الزقازيق لكى تلحق بالقطار واصطحبت ابنتها التي تبلغ من العمر نحو 5 أعوام ونجلها محمد.

وفي غضون دقائق معدودة انطلق القطار في اتجاهه الطبيعي، والأمور تسير بشكل طبيعي، و"سارة" بجوار والدتها تلهو وتبدو على ملامحها السعادة، حيث لا تدرى ما يدور حولها، فيما كان شقيقها مستغرقا في النوم، ولم تكن تعلم الطفلة الصغيرة أن حياتها ستنقلب في ثوان لجحيم وقتئذ وتفقد ابتسامتها الجميلة.

"فيتو" انتقلت إلى مسكن الأسرة البسيط المستأجر بعزبة الصعايدة التابعة لمركز الزقازيق، والتقت بهم لنتعرف على تفاصيل ماحدث.

تقول الام المكلومة: "جاءنى اتصال تليفونى من عائلتى في قرية تلراك بوفاة والدى، وبالفعل ذهبت لمحطة السكة الحديد وركبت القطار برفقة أولادى وقبل وصوله إلى محطة ههيا بنحو 3 دقائق، فوجئت بصراخ طفلتى ونظرت إليها، واكتشفت أن الدماء تغرق وجهها وملابسها، وبجوارها حجر طوب ضخم ألقاه مجهولون تجاه شباك القطار الذي يخلو من أي زجاج أو فواصل حديدية لتأمين الركاب".

وأضافت: "أُصبت بحالة من الرعب والفزع عقب مشاهدة ابنتي في تلك الصورة الصعبة، واصطحبنى شابان وفتاتان إلى مستشفى ههيا المركزى، وفي قسم الاستقبال تم إجراء بعض الإسعافات الأولية لها، ونصحونا بتحويلها لمستشفي جامعة الزقازيق، لعدم توافر الإمكانيات اللازمة لتلك الحالات"، مشيرة إلى أن أحد الأطباء طلب الاستفسار عن سبب الإصابة، وعندما أبلغته بما حدث أجابها بالنص: "دى مش أول واقعة بالشكل ده.. يوميا تأتى لنا حالات مشابهة وفي نفس المكان وقرفنا من الموضوع ده.. وكل ما أفكر أبلغ الأجهزة الأمنية بيلهينا الشغل وبننسي".

واستطردت الأم قائلة: "وإحنا في مستشفى ههيا طلبنا من الإسعاف اصطحاب ابنتي التي كانت في حالة صعبة لمستشفي الجامعة، إلا أنه رفض تماما بالرغم من توسلى للطبيب النوبتجي "أبوس إيدك بنتى بتموت خلي بتاع الإسعاف ييجى معانا"، إلا أن كل المحاولات فشلت لاقناعهم بذلك، ولم نجد سوى سيارة نصف نقل لنقلها للمستشفي، وهناك تم إخضاعها للفحوصات والأشعة وإجراء نحو 15 غرزة في رأسها وتحويلها لصيدناوى وهناك سألها الطبيب: "انتى شايفة حاجة بعينيكى يا بسمة فردت "مش شايفة غير ضلمة" وبعدها تم إجراء جراحة عاجلة في العين المصابة".

وأوضح والد الطفلة "إبراهيم حسن عبدالعال": "أنا رجل أرزقي وعلي باب الله واللي جاى على قد الللي رايح والدكتور قالنا احتمال بنسبة 90% بنتكم هتحتاج لزرع قرنية ودى بتكلف مبالغ كبيرة ووالله أنا غلبان وأهل العزبة جمعولي ثمن التروسيكل اللي بنزل به كل يوم الصبح لتجميع الكراتين والبلاستيك لبيعها للتجار عشان أوفر مصاريف بيتى والإيجار وملابس أولادى وكل اللى إحنا عاوزينه أن بنتى ترجع تشوف زى الأول ونحاسب المجرمين والمهملين والمقصرين اللى تسببوا في ذلك...حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل فيها كده".

وتلقت الأجهزة الأمنية بلاغا بوصول" بسمة إبراهيم حسن عبدالعال" 5 سنوات لمستشفى الزقازيق الجامعى مصابة بنزيف في العين نتيجة اصطدام جسم صلب بالوجه وكسر في الجمجمة عند استقلالها للقطار المتجه لكفر صقر.

وبالانتقال والفحص وبسؤال والدتها قررت أنه أثناء استقلالها القطار وجلوسها بجوار إحدى النوافذ "بدون زجاج" بجوار ابنتها فوجئت بحجر قادم من خارج القطار أصاب عين طفلتها وذلك أثناء سير القطار بالقرب من محطة ههيا، حيث تم نقلها للمستشفى لدى وصول القطار محطة سكك حديد ههيا وأفاد التقرير الطبي بإصابتها بانفجار بالعين اليسرى وكسور في الجمجمة.

وتحرر محضر بالواقعة حمل رقم 134515 لسنة 2018، وكلف مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل إدارة البحث الجنائي بالإدارة بالتنسيق مع مديرية أمن الشرقية لسرعة التحري عن الواقعة وكشف ظروفها وملابستها وتحديد وضبط مرتكبيها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
الجريدة الرسمية