رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد صلاح أفضل من أبوتريكة!


دائمًا وأبدًا ننشغل بتوافه الأمور ونبتعد عن الأشياء الموضوعية، وفي سبيل ذلك نهدر الوقت والجهد لمحاولة إثبات كل شخص أنه الصح وأن رأيه هو الصواب ولا يحتمل ولو بنسبة بسيطة الخطأ، والدليل ما شهدته وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة عن المقارنة بين النجم المتألق محمد صلاح واللاعب المحبوب محمد أبوتريكة، بسبب تدوينه للمهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، قال فيها إن صلاح أصبح يمثل القوة الناعمة لمصر مثل كوكب الشرق أم كلثوم والعالم الراحل أحمد زويل، وعندما رد عليه أحد الأشخاص متسائلا عن أبوتريكة قال الوزير إنه لاعب محلي..


قد يكون الوزير محقًا في كلامه خاصة بعد أن أصبحت شهرة محمد صلاح مدوية وبلغت الآفاق وأصبح العالم بأسره يتحدث عن النجم المصري، الذي ينافس على صدارة هدافي الدوري الإنجليزي وهو أقوى دوريات العالم، وبالطبع المقارنة هنا مع أبوتريكة ظالمة لأن شهرة أبوتريكة لم تتجاوز العالمية إلا قليلا عندما لعب الأهلي في مونديال الأندية ولكن تبقى هناك عدة ملاحظات:

- الذي لا يعرفه أحد أن أبوتريكة هو المثل الأعلى لمحمد صلاح ويفتخر صلاح نفسه بذلك ويقدر أبوتريكة في كل حديث يأتي فيه اسم أبوتريكة، وبالتالي فليست هناك منافسة من أجل شعبية زائفة، ثم أن أبوتريكة هذا هو من أسعد الشعب المصري في قيادته للفراعنة من أجل الفوز بثلاث بطولات أمم أفريقيا وأسعد جماهير مصر (الأهلي) في تحقيق الألقاب الأفريقية وثالث العالم.

- ربما لا تصل شهرة أبوتريكة مثل صلاح ولكن نجيب محفوظ عندما فاز بنوبل الرواية كانت عن الثلاثية وعرفه العالم وقتها وترجمت أعماله بعد ذلك ولو لم تكن شهرة أبوتريكة كبيرة لما اختارته إحدى المنظمات العالمية ليكون سفيرًا للأعمال الخيرية، ولما تم اختياره في العديد من المناسبات الخاصة بالكاف أو الـ«فيفا».

- ولكن لكي نكون منصفين فإن محمد صلاح هو أول مصري يحرز جائزة أفضل لاعب أفريقي بصورتها الحديثة والكابتن الخطيب أحرزها قديمًا كما أنه قاد الفراعنة للمونديال باقتدار وحقق حلم العودة للمحافل العالمية بعد غياب 28 عامًا.

- كما أن صلاح نأى بنفسه عن أي سجال سياسي عكس تريكة الذي انزلق في السياسة وتدخل في أمور دعائية لتيار معين، وبالتالي انحاز لتيار على حساب رغبة الشعب، وهو أمر لا يجب أن يقع فيه النجوم لأنني مرة سألت المعلم حسن شحاتة عن سبب رفضه حضور مؤتمر لأحد أعضاء مجلس الشعب فقال لي إن المنافس الآخر مصري ولا يجب على النجم أن يعلن تأييده لأحد ضد الآخر وكلاهما مصري.

- الكابتن الخطيب رئيس النادي الأهلي عندما احتفظ بشعبيته الجارفة بعد غياب عن الملاعب 30 عامًا؛ لأنه لم يفعل ما أقدم عليه أبوتريكة.

- لا أحد ينكر شعبية وجهد أبوتريكة ولكن نترك التاريخ يحكم دون أن نقول إن هذا أفضل من ذاك فكلاهما خدم بلده ويبقى الحكم للزمن وعلينا أن ننأى بأنفسنا عن هذا الجدل العقيم.
Advertisements
الجريدة الرسمية