رئيس التحرير
عصام كامل

وزير خارجية أمريكا عندنا!


بعد أسابيع قليلة من زيارة "بنس" نائب الرئيس الأمريكى للقاهرة، يأتي لزيارتنا وزير الخارجية الأمريكى "تيلرسون"، فهل ثمة جديد يحمله معه؟ أو أن هناك أمرا جديدا وراء هذه الزيارة؟


هناك من يقول إن هذه الزيارة التي يقوم بها وزير خارجية أمريكا لنا ترتبط أساسًا بمشروع أمريكى لحل المشكلة الفلسطينية، وهو ما تم التعارف على تسميته "صفقة القرن".. لكن الملاحظ أن هذه الزيارة لنا التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكى تأتى في إطار جولة لعدد من دول المنطقة ليست أساسية في التشاور بخصوص هذا المشروع مثل الكويت بينما لا تشمل دولة مثل السعودية.. كما أن وزير الخارجية الأمريكى ليس أحد الأطراف الأساسية الأمريكية التي تتولى ملف التسوية السياسية للمشكلة الفلسطينية، فضلا عن أن الإدارة الأمريكية سبق أن أعلنت أن مثل هذه التسوية غير مطروحة الآن لعدم وجود مفاوض فلسطيني بعد أن أعلنت السلطة الفلسطينية عدم قبولها أمريكا كوسيط في هذا الأمر.

لذلك الأغلب أن زيارة وزير خارجية أمريكا لكل عاصمة سوف تشملها جولته سوف يكون لها هدف خاص بها.. فإن زيارته للبنان مثلا لن يخلو جدول أعمالها من مناقشة وضع حزب الله ودوره في لبنان، وهو الحزب الذي تصنفه واشنطن حزبًا إرهابيًا.. وزيارته للكويت لن تخلو أيضًا من مناقشة تطورات الوساطة بين قطر ودول المقاطعة الأربع، خاصة أن هناك طلبًا قطريًا من واشنطن بعقد قمة خليجية في كامب ديفيد في شهر مايو المقبل لحل هذه الأزمة..

أما زيارة وزير الخارجية الأمريكى لإسرائيل فهى لن تخلو من مناقشة سبل تقديم المزيد من الدعم الأمريكي العسكري لها في ظل التطور الجديد على الساحة السورية بإسقاط طائرة إف ١٦ بصاروخ يورى روسى الصنع.

وبهذا المعنى فإن وزير خارجية أمريكا في زيارته لنا في القاهرة سوف يكون مهتمًا بأمور مختلفة، حيث تتهيأ مصر الآن لانتخابات رئاسية جديدة، وفى ذات الوقت بدأت عملية عسكرية واسعة ضد الإرهاب.. ولا ننسى أيضًا أن وزير خارجية أمريكا الحالى الذي يوصف بأنه أضعف وزير خارجية أمريكى منذ عقود، هو الذي اتخذ قرارًا بتخفيض المساعدات العسكرية الأمريكية لنا بدعوى عدم التقدم في ملف حقوق الإنسان.

لكن المؤكد أن مصر في ظل الإدارة الحالية لا تقبل أي تدخل في شئونها الداخلية، مثلما هي لا تبادر كما حدث منذ عام ٢٠١٣ بالحديث مع واشنطن حول المساعدات العسكرية.
الجريدة الرسمية