رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر المنتصرة دائما!


لقد مرت مصر على مدى تاريخها الطويل وهي التي عرفت أقدم أشكال الدولة تاريخيًا.. مرت بانتصارات وانكسارات وثورات وانتفاضات ومحطات فارقة واستعمار وغزاة من كل صوب وحدب لكنها خرجت منتصرة، محتفظة بشخصيتها الحضارية الأصيلة العصية على التذويب والاحتواء.. ولا تزال بروحها -رغم قسوة ظروفها بعد أحداث يناير- وعزم أبنائها وقوة إرادتهم قادرة على صناعة التاريخ وعبور الأزمات.


أعمدة الشخصية المصرية ذات عمق وثراء كبيرين، فهي تملك القدرة على الصبر والمقاومة والتفاؤل، ويمكنها إذا أوقظ الوعي وجرى الاحتكام للعلم والأخلاق القويمة أن تسترد مكانتها التي تليق بما صنعه الأجداد من أمجاد لا تزال ملء السمع والبصر؛ شريطة أن تصفو نفوسنا وتخلص نوايانا وضمائرنا ونرجع للحق ونعلى صالح البلاد والعباد فوق مصالحنا الشخصية الضيقة.. أما الاستسلام للسلبية والأنامالية والتواكل والعزوف، فذلك يسلمها لا قدر الله إلى فتنة لا تبقي ولا تذر..

وساعتها لن يرحم التاريخ أحدًا.. لا النظام الذي سكت.. ولا النخبة والمعارضة وقوى المجتمع الحية التي تأخرت حركتها عن حركة الجماهير، وكان حريًا بها أن تكون في طليعتها نحو التغيير والإصلاح والنهضة، وهو ما لا يترك السيسي مناسبة دون أن يذكرنا بضرورة الحفاظ على الدولة ومؤسساتها.

وظني أن الاختلاف على أرضية الوطن لا يفسد للود قضية، لكن للأسف يختلف بعض بني جلدتنا على أرضية أجندات خارجية وشخصية.. فكيف يتحقق استقرار سياسي في غيبة الأمن أو تدهور الاقتصاد.. وكيف تنضج التجربة السياسية وتترسخ الديمقراطية بينما يخرج علينا من حين لآخر من يدعون لمقاطعة الانتخابات تارة، وللتظاهر والحرق والتدمير إذا ما وقع خلاف هنا أو هناك تارة أخرى.. فأي منطق يعتنقه هؤلاء.. وكيف تتحقق التنمية المستدامة في أجواء مشحونة بالاستفزاز ومحفوفة بالتربص؟!

لقد خاصمت البسمة شفاه المصريين وتعكر مزاجهم حتى قيض الله لمصر المشير السيسي الذي خلصها من حكم الإخوان، ورضى بمواجهة المخاطر ومجابهة التحديات ونزل على رغبة الشعب بتولي مقاليد البلاد، مدركًا أن المستقبل لن يقبل اعتماد أوراق شعوب ضعيفة، فاتخذ قرارات صعبة ما كان لها أن تنجح لو إرادة الشعب الذي صبر وتحمل.. وهو ما لا يرضاه الكارهون لمصر فخرجت علينا دعوات مقاطعة الانتخابات وهي ردة للخلف معروفة أهداف أصحابها كما هم معروفون بالاسم، فهم وجوه متكررة وأفعال ممقوتة، لا رصيد لهم ولا أرضية.. وظني أن الشعب يفطن لمثل هذه الألاعيب ولن ينخدع بها وسوف يخرج للتصويت بكثافة في الانتخابات، معبرًا بحرية تامة عن إرادته، مدافعًا عن حقوقه.. وهذا هو أبلغ رد على هؤلاء المغرضين.. مصر بإذن الله منتصرة في كل معاركها وستبقى قوية شامخة رغم كيد الكائدين.
Advertisements
الجريدة الرسمية