رئيس التحرير
عصام كامل

فوطة السعد!


ضجة كبيرة شهدتها صفحات السوشيال ميديا خلال اليومين الماضيين، على حدث جلل -وفق هوى تريند السوشيال ميديا- وكان إهداء الطالب مؤمن محمد على الرموزى، بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة طه حسين الرسمية للغات، «فوطة»، كجائزة في طابور الصباح لتفوقه العلمى وتمثيله المشرف بإحدى المسابقات المسرحية بهيئة قصور الثقافة.


فرصة لم يتوان رواد السوشيال ميديا ونشطاء فيس بوك عن استغلالها على الوجه الأمثل، معلنين عن هاشتاج جديد يحتل مرتبة متقدمة على تريند محرك البحث «جوجل»، وبالطبع كان الدور الأبرز لهؤلاء الذي رأوا في جائزة الفوطة انتهاكا لحقوق الطفل وتقليلًا من شأنه، مطالبين بـ «تعليق المشانق» لمدير المدرسة.

ومنذ تلك الواقعة التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم، لم يخل موقع إلكتروني إلا وبه خبر عن طالب الفوطة، حتى جاء دور مديرية التربية والتعليم لتضع حدًا لتلك الضجة من خلال عبد الحافظ وحيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالسويس، الذي استقبل، جمال آدم، مدير مدرسة طه حسين الرسمية للغات، والطالب مؤمن محمد على الرموزى، بالصف الخامس الابتدائي بالمدرسة، معربًا عن استيائه الشديد للتناول المغلوط من قبل بعض وسائل الإعلام لمبادرة مدير المدرسة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إلى أن جاء الدور الشعبي ليقوم بدوره في «ثورة الفوطة»، حتى أن أهالي محافظة السويس وضعوا نصب أعينهم لرد اعتبار «طالب الفوطة» الذي أصبح حديث السوشيال ميديا والمواقع الإخبارية، فقدم له أحد أصحاب محال الموبايلات في السويس موبايل هدية له لتفوقه، فيما يقيم أحد الكافيهات والمطاعم في السويس حفلة للأطفال وقدم دعوة مجانية للطالب مؤمن الرموزي وشقيقته التوأم كتكريم لهما.

واصطحب الطفل مؤمن الرموزي الفوطة التي استلمها أثناء تسلمه الموبايل الهدية حيث أكد على اعتزازه بها وخاصة أن عليها علم السويس. كما وجهت إحدى مدن الملاهي الكبيرة على مستوى الجمهورية دعوة مجانية لمؤمن كنوع من أنواع التكريم والتقدير له نظرا لإبداعه وموهبته وتفوقه الدراسي.

يبدو أن تلك «الفوطة» لم تكن مجرد تكريم رمزي أثار ضجة من التعليقات على صفحات الإنترنت ولكنها تحولت بقدرة قادر لـ«وش السعد» على الطالب الذي كان بالبارحة طالبًا متفوقا لتحصيل دروسه وأصبح اليوم نجم فضائيات وشعبي، وإعمالًا بالمثل الشعبي «من جاور السعيد يسعد» حصلت أسرة الطالب المحظوظ نصيبها من ذلك التكريم، حيث وجه وكيل وزارة التربية والتعليم بالسويس الشكر إلى أسرة الطالب التي لم تتردد في مساندة المدرسة ورفض تصوير بعض وسائل الإعلام للجائزة التي منحها المدير للطالب بأنها تقلل من شأن الطالب وتهينه، مؤكدة احترامها وتقديرها لإدارة المدرسة ولمديرها الذي وصفته بالأب والمعلم.

كذلك مدير المدرسة الذي حصل على نصيب الأسد من «الغمز واللمز والتنبيط»، فتلقى الاعتذار من وكيل الوزارة الذي أكد على تقديره لمبادرة مدير المدرسة في تشجيع طلابه وفق الإمكانيات المتاحة بمدرسته.
الجريدة الرسمية