رئيس التحرير
عصام كامل

إذا أردتم التدمير.. أطلقوا الحمير


مرت على العالم العربي عاصفة من الفوضى اقتلعت في سيرها روابط الأخوة وأسقطت أسوار الأمن والاستقرار في بعض الدول العربية، تدفعها أياد خبيثة وقوى جبارة تقف خلف الفوضى لتحطيم روابط الدول العربية فيما بينها، ولإسقاط تقدمها وتهديد استقرار شعوبها لينشغل كل شعب في دولته، يمارس كل أنواع التدمير والقتل والتشريد لأهله وأشقائه..


إنهم النخبة المثقفون الذين استهوتهم شعارات الديمقراطية الغربية والتي سبقت مجتمعاتنا مئات السنين، والتي شنت على العالم العربي حروبًا استعمارية للاستيلاء على ثروات العالم العربي وترويضه وكسر إرادته، حتى لا يشكل في المستقبل أي خطر يهدد أمن إسرائيل وجرفت العاصفة الفوضوية الحالمين بالديمقراطية وسط الذئاب والوحوش المسعورة وتبارى السياسيون في الاستجابة لنداء التدمير والتحريض على أوطانهم، فأين العراق اليوم؟

ألم تكن النخبة المثقفة والمتعلمة التي قادت الغزو الأمريكي للعراق، وعلى رأسهم زعيمهم الدكتور أحمد الجلبي، رئيس المؤتمر الوطني العراقي، حين تقدموا بكل الإخلاص للغزو الأمريكي يفتحون أمامه الطريق إلى بغداد فسقطت بغداد وسقط معها التاريخ المليء بالأحداث حتى سرقوا آثاره وتفرق الشعب وانهزم الوطن وضاع من بين أيديهم، فتفرق الشعب طوائف وأحزابًا يقتل بعضه بعضًا وضاع الأمن الذي هو أساس التنمية والاستقرار..

وتبعتها سوريا تمزيقًا وتشتيتًا وتشريدًا، وانطلق المثقفون يحملون السلاح ضد أشقائهم وتحت مسميات مختلفة/ النصرة/ أحرار الشام / داعش / الجيش الحر والمعارضين المثقفين من الخارج يعيشون على فتات ما يقدمه لهم المستعمر الغربي رضوا بأن يكونوا خدمًا عند أعدائهم ينفذون أجندته ويهدمون وطنهم وما زال الشعب السوري يناضل ويكافح، يقدم مئات الشهداء على مذبح الوطن من أجل حماية الدولة السورية، وكذلك ما يحدث في ليبيا ودور المثقفين في التدمير والقتل والتشريد.

وتقف مصر شامخة بشعبها وجيشها وشرطتها، تسطر ملحمة للوحدة الوطنية من أجل الحفاظ على أمن المواطن وأمن الوطن، وإذا فقد الأمن سقط كل شيء وعمت الفوضى وضاع الوطن.

نداء أوجهه لكل المثقفين من أبناء المحروسة، وعلى رأسهم المشتاقون للزعامة على حساب الشعب والوطن، لا يدركون أن إثارة الفوضى والتحريض على أمن الوطن يؤدي إلى سقوط الدولة؟! ألم يدرك المثقفون ويعتبرون ما حدث في بلدان شقيقة أفلا يبصرون؟ ومصر تتحدى المستحيل تعميرًا وتطويرًا وبناءً وأمنًا وثروات تتفجر من الأرض زرعًا ونباتًا، وفي البحر بترولا وغازًا يبشر أبناء مصر بخير قادم وإنجازات كالمعجزات تتحول إلى أسطورة؟

أيها المثقفون الذين لا يدركون أي حفرة سيقعون فيها مأخوذين بشعارات الديمقراطية الزائفة والتظاهر السلبي، فماذا سيفعلون عندما تفتقدون الأمن.. هل ستحميهم الديمقراطية؟ وهل تستطيع تجمعاتهم أن تحمي وطنهم من السقوط؟ لكي لا يصبحوا معاول هدم لأوطانهم، عليهم أن يتفكروا ويعتبروا مما حدث لإخوانهم من تشرد وتسول على أبواب المستعمرين، من هانت عليهم أنفسهم وهانت عليهم أوطانهم، الأمن والاستقرار عنصر التقدم والازدهار، فلتخرس كل الأصوات النشاز التي تعوي مسعورة دون بصيرة وحمير تسعى إلى التدمير في المحروسة..

احترسوا من غضبة الشعب تصيبكم وينبذكم الوطن، احترسوا من التحريض على تهديد وطنكم، احترسوا من الاستعانة بعدوكم، احترسوا من رغبة الانتقام التي تعمي البصر والبصيرة وتفقد العقول وتسقطه في الهاوية، عندئذ لن ينفع الندم.

تحيا مصر عزيزة حرة رغم أعدائها في الداخل ورغم المؤامرات ورغم ما تتمناه الذئاب والثعالب ستنصر إرادة الشعب، وهو يسطر ملحمة تاريخية في الوحدة الوطنية شعبًا وجيشًا وشرطة، يعزفون لحن المجد والكرامة ويستدعون التاريخ ليسجل بأحرف من نور هذه الملحمة، فسيروا على بركة الله، فالله أقوى وأقدر على هزيمة المعتدين والطامعين.
الجريدة الرسمية