رئيس التحرير
عصام كامل

فاطمة ناعوت تشارك في مهرجان المربد الشعري بالبصرة

فيتو

تشارك الشاعرة فاطمة ناعوت، في مهرجان المربد الشعري الشهير في دورته الـ٣٢ بمدينة البصرة بالعراق، الذي افتتح أمس.

وتشارك ناعوت بقصيدة في محبة العراق بعنوان "سُرَّ من رآك يا عراق" من بين قصائد أخرى من ديوانها الجديد.


ومن أجواء القصيدة:
سُرَّ من رآك … يا عراق

سأقولُ يومًا لأطفالي
إنّني
زُرتُ العراقْ
ووَطأتُ أرضًا من قصيدٍ
شاعرةْ
جالَ فوق ربوعِها غَسَقًا
نِفّريٌّ
وحلاّجٌ
أصمَعيٌّ
وبشّارٌ
سيّابٌ وحيدريٌّ ورَصافيّ
كاظميٌّ وأعظميٌّ
ملائكةٌ
وجاحظٌ
...
فأيُّ طِِيْبٍ
يسكنُ الثَّرَىَ الثَّرِيَّ الذي
عليه نمشي
وأيُّ قطْرٍ من ندَى
قد صيغ منه
ماءُ الفُرات
وأيُّ وَهَجٍ حارقٍ
يشتعلْ
من ثُريّاتِ السَّماءِ التي
تكسو العراق!

***

زرتُ العراقَ
فلمْ أجدْ
إلا شوارعَ من ورودٍْ
راحتْ تضوعُ بعطرِِها
فأكادُ أسمعُها تقولْ:
اِمشوا الهوينا يا رفاقْ
فإنني أرضُ العراقْ
أرضُ العَظائِمِ والعِظامْ
في عُمقِ جوفي يشتعلْ
مِشعلُ النورِ القديمْ
وتحتَ طبقاتِي حناجرُ
لا تموتُ
فحناجرُ الشعراءِ
عَصِيّةٌ
وأبيّةٌ
تأبَى السكوتْ
هيا أصيخوا السمعَ فإنَّ
في طميي حناجرَ لم تزل
تشدُو
وتعزفُ
للنجومْ.

***

سأقولُ يومًا لأطفالي
إنني زُرتُ العراقْ
ورأيتُ ذرّاتِ الغُبارِ
جواهرَ
وألماسًا ودُرًّا
ورمالَ قُدّتْ من عقيقٍ
...
زرتُ العراقْ
فسمعتُ أحجارًا تُغنّي للشجرْ
وشهدتُ أطيارًا
تحطُّ بريشِها
مَنًّا وسلوَى
فوق أيكةِ العُشّاقْ.

***

هذي العراقْ
في كل ِّ ركنٍ
كانت شموسٌ
وأقمارٌ بهيّةْ
وفي عينيْ كلِّ صَبيةٍ
أشرقتْ:
فراديسُ بابلَ
وسنابلُ من قمحِ النجفْ
وتمرةٌ
من نخيلِ الموصلِ الحُرِّ
وصفصافةٌ
أرخَتْ جدائلَها
على شطِّ العربْ
وزهورٌ
من سامرّاءَ الوسيمةِ
وقصيدةٌ من خِيام البَصرةِ الفيحاءْ
وموسيقا
من خرائطِ نينوى
تقطعُ الأكوانَ
تصدحُ
من دفاترِ الشعراءْ

فتحيةً يا أرضَ العُلا
من أرضِ طِيبةَ
جِئتُكِ
أحملُ الحُبَّ
أُغنّي:
إنني اليومَ
فوق أرضِكَ
يا عراق.
الجريدة الرسمية