رئيس التحرير
عصام كامل

محمود أبوحوش يكتب: مشكلة اللاجئين حديثة العصر أم موروثة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

اللاجئون هم مجموعة من الأشخاص تركوا ديارهم وثرواتهم هاربين قسرا إلى مكان آخر آمن بعد أن مورس ضدهم الاضطهاد بكافة أشكاله المعروفة وغير المعروفة.


وأصبحت هذه الكلمة السابق ذكرها (اللاجئين) أكثر انتشارا في الأيام القلية الماضية، مقترنة بكلمة أخرى تسبقها وهي (مشكلة) وخصوصا بعد الثورات العربية، ولكن هل خطر ببالك أن هذه الكلمة الأولى وهي اللاجئون كانت منتشرة كثيرا في القرن العشرين، ولكن دون ذكر الكلمة الثانية السابق الإشارة إليها، بل وأكثر من ذلك، فقد كانت الكلمة الأولى منتشرة كثيرا في العصور القديمة والوسطي، ولعل أشهر مثال يمكننا أن نشير إليه هو هجرة الرسول صلي عليه وسلم إلى المدينة لتعرضه للتهجير القسري والاضطهاد من قبل كفار قريش، ولذلك لا يمكننا وصف مشكلة اللاجئين بأنها حديثة عصرنا، لكون أنها مشكلة مستمرة على مر القرون الماضية، ولكن باختلاف درجاتها، ولكن مع مع دخول العالم القرن العشرين ومع نهاية كل حرب من الحربين العالميين ظهر عدد كبير من اللاجئين وخصوصا في القارة البيضاء.

والجدير بالذكر أنه بعد الحرب العالمية الثانية شورد ونزوح ما يقرب من مليون أوروبي داخل وخارج أوروبا نتيجة الدمار والخراب الذي لحق بالقارة وبالتالي كانت فترة بعد العالمية الثانية تمهيد لعقد اتفاقية يوليو 1951 تحت رعاية الأمم المتحدة، والتي كانت أرضية سليمة لإنشاء المفوضية السامية للاجئين، وبالتالي فقد خولت للاجئين بعض الحقوق والحماية القانونية، ولكن كانت هذه الاتفاقية مقتصرة فقط على وضع اللاجئين الأوروبيين وكنتيجة لظهور لاجئين غير أوربيين أضحي من اللازم توسيع نطاق الإشراف، وهذا ما حدث فعليا في بروتوكول عام 1967 والذي أصبح بمقتضاه خضوع أي لاجئ تحت بنود الاتفاقية.

ولم تكن هذه الاتفاقية الوحيدة التي أعطت للاجئين بعض الحقوق التي لم تكن متوافرة قبل ذلك، فقد توالت الاتفاقية بعد ذلك، ولعل أشهرها اتفاقية منظمة الاتحاد الأفريقي 1969، فيما يخص اللاجئ الأفريقي، وبعدها ظهر إعلان كارتيخانيا عام 1987 الخاص بلاجئي أمريكا اللاتينية، ومع بدء العقد الثاني من الالفية الثالثة بدأت تنفجر الثورات العربية مصطحبة معها مشكلة اللاجئين التي استيقظنا عليها فجأة ووجدنا أن لدينا نحو 62 مليون لاجئ ونازح حول العالم، تتصدر فيها سوريا بما يقرب من 12 مليون لاجئ ونازح، بدون معرفة متى وكيف ينقص هذا الرقم على الرغم من الجهد المبذول من قبل المنظمات الدولية في احتواء هذه المشكلة.

كيف ومتي ؟ هذه صيغة سوال غير وارد في الوقت الحالي، ولكن ربما يكن هناك بريق أمل في المستقبل القريب.
الجريدة الرسمية