رئيس التحرير
عصام كامل

تم أمس بحمد الله دفن ٢٥ يناير


لم يتحدث رئيس الجمهورية من قبل بكل هذا القدر من الحدة والانفعال، ومن الواضح أنه كان يبذل جهدًا كبيرًا للسيطرة على مشاعره أن تنطلق ألفاظه فينطق بكل ما يجول في صدور الشعب من سخط على مظاهر عديدة، لحشد كتائب الخيانة والتخريب، تقودها زمرة كالحة الوجوه والقلوب.


حين يقول رئيس الجمهورية: إنهم يريدون إعادة ما جرى من خراب وضياع وإسقاط للدولة قبل سبع سنوات، ويقسم أنه سيموت قبل أن تعود مصر إلى أيام الفوضى والدمار، فهو يقصد بلا أدنى منازعة أو جدال، أنه يرى الخامس والعشرين من يناير مخططًا للإطاحة بمصر وتقسيمها، وأظن أنه لولا أن الدستور المصري منصوص فيه على أنها ثورة- للأسف الشديد- لانطلق الرئيس في وصفها بما يليق بها من وضاعة!

لكن الدستور- للأسف وللأسى- شارك فيه نفر من مقاولي الخراب و"النوشتاء" والمتنطعين على أبواب الاسترزاق تحت اسم البك معارض ومناضل من أجل الديمقراطية، والديمقراطية الآن هي وظيفة عاهرة، ربما تمتع الزبون، لكنه سيكتشف إصابته بالإيدز!

حسنًا لقد غضب الرئيس، ولمعت عيناه تصميمًا على أنه سيموت قبل أن يموت المائة مليون، ومن الجلي أنه لم يكن غاضبًا من فراغ ، بل من واقع تقارير ومعلومات، قطعت له بأن الكلاب تلقوا التعليمات بإعادة تدوير حثالة الخامس والعشريـن من يناير الخراب، لإسقاط مصر، وإنجاح ما ثبت فشلهم فيه!

حين يطلب رئيس البلاد تفويضًا، فمعنى ذلك أنه رأى الخطر محدقًا، والحق أنه ليس بحاجة لتفويض ليمارس واجباته وصلاحياته، فهو المؤتمن على حياتنا، وهو المخول وفقا للدستور بحفظ الأرض والعرض، وبالتالي فليست به حاجة إلى تفويض مثلما كان وقت أن شغل موقع وزير الدفاع.

من أخطر العبارات قوله: "أنا مش سياسي، وأنتم متعرفونيش، أنا مش بتاع سياسة وشعارات"، لو كان مثلكم لضاعت مصر، هو رجل حرب يدرك ما يحاك للبلاد، وهو رجل سياسة بكل معني الكلمة، لأنه الوحيد الذي تمكن من إعطاء الدواء المرء للشعب بهدف العلاج والشعب أطاع وصدقه، لأنه صادق وأمين.

على الرئيس أن يتحدث وأن يكتب الجهلاء في الإعلام وفي الصحافة تحريضًا وتخريبًا وتعطيلا وترويجًا لمن يتكتلون لاستعداء العالم على الوطن، في وقت بالغ الحرج والحساسية، وفي زمن حرب ضد الإرهاب، لكن الناس يسألونك يا رئيس البلاد: ولماذا تسكت عليهم؟ هم عصبة ضالة مضللة تفوح روائحها الكريهة من أفكارهم وضيوفهم، انظر من يستضيفون، وانظر كيف صرخت الحيزبون نكراء الصوت والخلقة، ثم الأفعى الذي بشر من قبل بالخروج الآمن، وأمس الأول يتحدث عن حتمية قبول وجود الإسلام السياسي والجيش!

هذه الوجوه الغبراء هي ذاتها وجوه يناير، وهي التي أسخطت الشعب على الدولة، بفعل ممارسات من نظام مبارك كان يمكن محاسبتهم عليها بدلا من حرق البلد كله!

هنا لابد من فتح القضية رقم ٢٥٠، المعروفة بقضية العملاء، ونحسب أن الرئيس الذي يستبد به هاجس نبيل هو حماية أرواح ١٠٠مليون مصرى، لن يتردد في اتخاذ كل الإجراءات لفضح العملاء والمأجورين، قبل أن يتمكنوا من تهييج العوام والدهماء، ونعود إلى مسلسل يناير البغيض!

ما الذي يجمع حمدين صباحي على خالد داوود على حازم حسني على الإخوان على عصام حجي على البرادعي على ممدوح حمزة على عبد المنعم أبو الفتوح وغيرهم وغيرهم ممن ستطل علينا وجوههم وسحناتهم الكريهة الفترة القادمة، أقول ما الذي يجمعهم سوى أنهم نفس التشكيل التحريضي السابق الذي قاد البلاد نحو الهاوية، وثبت أن منهم من هواه فاسد غير وطني!

حين تطل وجوه يناير فاعلم أن بومة الخراب تنعق، ولقد نعقت بومة منهم، ولسوف نخرسهم، وإن أعجب فلاستدعاء الوجوه المقيتة ثانية، مثل عدو جيناته البغيض قبيح الصوت، صاحب حوش السحالي وغيره!

والمذهل أنهم على قنوات تديرها الدولة وتمولها الدولة، فيخربون الدولة بفلوس الدولة وبإدارة الدولة، ورئيس الدولة مذهول غاضب محتقن ينذر ويحذر!
راجع يا ريس من يعطيهم الملايين ليكونوا ضد وطنك الذي تعشقه وتفتديه.
الجريدة الرسمية