سعد الدين وهبة يكتب: الحب الصغير
في مجلة البوليس عام 1956 كتب الكاتب والصحفي سعد الدين وهبة (رحل عام 1997) مقالا قال فيه:
لكى ينتعش الحب لابد وأن يكون ناضجا، ولكى يكون الحب ناضجا لابد من مناخ يساعده على النمو والنضوج، وبدون هذا المناخ يظل الحب صغيرا لا أمل فيه.
للمرة الثانية تتعرض الأسرة الحاكمة في بريطانيا لأزمة سببها الحب وفارسها كيوبيد، فقد عادت إلى الظهور قصة غرام الأميرة مارجريت بالضابط تاونسند، تعرضت مارجريت لهذه الأزمة لكن كفة أفراد العائلة ورضا الكنيسة انتصرت وحمل تاونسد عصاه وترك بريطانيا.. لكنه ترك فيها كيوبيد يعمل سهامه الحادة في قلب الأميرة.
وعادت الأميرة المحبة ثانية لكنها تقترب اليوم وهذه المرة من إعلان راية العصيان للكنيسة والأسرة والاستسلام للحب ولكيوبيد تاونسند.
قد عرف الحب طوال التاريخ كيف يذل أعناق الجبابرة وكيف يهوى بالامبراطوريات ليصور للعاشقين أنهم سلاطين وملوك وأباطرة، يملكون الأرض والسماء.
لقد جعلوا مكان الحب في القلب لأنه مكان الحياة، فانتصار الحب هو انتصار الحياة، والحياة لابد أن تنتصر لأنها الاستمرار مقرر ومفروض.
أما الحب الذي يهزم أو يستسلم أمام قوات المادة من مال وجاه وسلطان، فهو حب صغير لم يشب على الطوق، في حاجة إلى وقت ليكبر، وفى حاجة إلى تجارب حتى يتسلح.. أما إذا عجز عن المقاومة رغم التجارب فهو حب مغشوش، أو حب غشاش مضلل.
عندما خضعت مارجريت لسلطان المادة وتركت تاونسند يرحل مستسلما.. كانت في حاجة إلى الزمن وهو المحك الطبيعى للحكم.
أما إذا انتصرت مارجريت اليوم فحبها صادق متين صهرته بوتقة الزمن فزادته قوة وصلابة. وما أتمناه أن ينتصر الحب ممثلا في مارجريت حتى تنتصر الحياة.
لقد جعلوا مكان الحب في القلب لأنه مكان الحياة، فانتصار الحب هو انتصار الحياة، والحياة لابد أن تنتصر لأنها الاستمرار مقرر ومفروض.
أما الحب الذي يهزم أو يستسلم أمام قوات المادة من مال وجاه وسلطان، فهو حب صغير لم يشب على الطوق، في حاجة إلى وقت ليكبر، وفى حاجة إلى تجارب حتى يتسلح.. أما إذا عجز عن المقاومة رغم التجارب فهو حب مغشوش، أو حب غشاش مضلل.
عندما خضعت مارجريت لسلطان المادة وتركت تاونسند يرحل مستسلما.. كانت في حاجة إلى الزمن وهو المحك الطبيعى للحكم.
أما إذا انتصرت مارجريت اليوم فحبها صادق متين صهرته بوتقة الزمن فزادته قوة وصلابة. وما أتمناه أن ينتصر الحب ممثلا في مارجريت حتى تنتصر الحياة.
