رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة الخليج.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا !


يعلو حاجز الخوف والمبالغة يوميا، ويأكل الأخضر واليابس في أزمة الخليج الممتدة من أشهر. حاجز وهمي يرتفع ويرتفع، حتى بات مبررا لتكديس السلاح من كافة الأطراف بمساعدة سماسرة الكوارث، الذين يستفيدون من الأزمة بحرفية يحسدون عليها، ينفخون في النار لتتضاعف أرباحهم وتمتلئ جيوبهم، ولا عجب، طالما هناك من يدفع عن طيب خاطر، دون حسيب أو رقيب.


الجميع يدور في حلقة مفرغة، يهرولون لجلب السلاح الفتاك، مع علمهم أنهم أضعف بكثير من استعماله؛ فالعرب دائما في أوقات الحسم الحقيقية، لا يملكون إلا الخيار الاستراتيجي العظيم.. لا حرب ولا سلام!

أطلقوا الشائعات تجاه بعضهم وصدقوها، وبمرور الوقت أصبحوا هم أنفسهم ضحاياها، قطعوا الخطوات لحرق الغابة في سبيل اصطياد ثعلبها المزعوم، وفي سبيل ذلك جلبوا كل المنتفعين من شياطين العالم بمعركة يساق إليها المواطن الخليجي، ومن خلفه العربي، الذي يبارك ويؤيد خطوات قادته، وهو يتمتم على المسابح بما لا يفهم أو يعقل، خصوصا بعدما فقد الشارع وحدة الاتجاه، وباتت لديه هناك قناعة كبرى، أن الصراعات العربية باقية وتتمدد ما بقيت الحياة.

كواليس الأحداث تؤكد أن هناك فارقا كبيرا بين ما يقال وما يُفعل من كافة الاتجاهات، فالساحة السياسية العربية طوال تاريخها أشبه بالسيرك منها إلى الواقع، يشب الحريق في العلاقات العربية العربية، كالعادة دون فاعل، ودون أمل في إعادة الأمور إلى نصابها ولو بعد حين.

المشهد الخليجي يتعقد يوميا، والصعوبات توضع في طريق الحل والعودة إلى سابق العهد، في ظل سعي كافة الأطراف بالمشهد إلى نقطة اللاعودة، مع تغييب متعمد لصوت العقل والحكمة، وتجاهل الروابط والوشائج التي تربط الخليج والعرب ببعضهم، وما لديهم من وحدة في الدين والثقافة والتراث والمصير.

أنهوا معاركم يا سادة، فالأعداء يتربصون بنا من كل جانب.. كونوا مفاتيح للخير، فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا !
الجريدة الرسمية