رئيس التحرير
عصام كامل

الصلاة على أنغام الموسيقى

أحمد ناصر
أحمد ناصر

في أبسط تعريفات الصلاة، أنها صلة بين العبد وربه، صلة صفاء ورواء وانقطاع عن الدنيا وبهرجها ومشاغلها لتتحد الروح مع كلمات الخالق فتسمو لدقائق فوق طاحونة الحياة التي لا ترحم.


لكن أن يصلي المرء على نغمات موسيقية تسمعها قسرا، تحاول جاهدة استمالة قلبك ناحيتها لتغفو روحك وتسكر عن خالقها، ذلك حقا مما يؤلم وكيف يكون حال العبد حين يكبر للصلاة واقفا بين يدي الله بجسده وروحه تشغلها الكلمات والنغمات، وينادي عليه ربه "عبدي ما شغلك عني".

ويكررها عسى أن يعود المصلي إلى سموه الروحي، لكن النغمات يظل صداها يتردد دون توقف في الآذان والصدور، ساعتها يأمر الله ملائكته أن تسدل الحجب ببن المصلي وبين ربه، وتلك طامة كبرى.

عزيزي القارئ إن وجدت الأمر غريبا وشاذا إن شئت فلا تتعجب كثيرا فإن ذلك ما يحدث داخل جميع محطات المترو حيث زوايا صغيرة خصصت للصلاة حسب ما يقتضيه حال المسافرين.

إن بشريتنا قد تكون مبررا لأن ندعي أننا ننسى، وهذه تذكرة مني لعل الذكرى تنفع، وأعتقد أن الأمّي البسيط والمعمم الأزهري يوافقاني الرأي في أن الدولة متمثلة في وزارة النقل والمواصلات ينبغي أن تتخذ من الإجراءات ما يحمي عماد الإسلام - الصلاة- من أن تفرغ من معناها وتصبح مجرد حركات روتينية لا روح فيها، خاصة أن المتضررين من هذا الأمر ما أكثرهم، فزاوية الصلاة الصغيرة لا تكاد تفرغ من المصلين، وبالله عليكم كيف للمرء أن يصلي ونغمات راقصة تضرب على أذنه من أمثلة: "يا بتاع النعناع يا منعنع".
الجريدة الرسمية