رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مرشحو «الموالد» لا يصلحون لحكم مصر


هو جو مناحة، وعويل ولا يوجد ميت جدير بالحزن.. بل لا يوجد ميت في المقام الأول.. منذ إعلان محاكمة الفريق عنان أمس الأول وخروجه من السباق الانتخابي للفوز بمقعد حكم مصر من قصر الاتحادية، ثم لحق به خالد علي، بإعلان انسحابه الطوعي، يعيش المصريون أجواء غريبة، تختلط فيها تبريرات دفن الموتى مع ضحكات ساخرة، على أن المرحومين "عنان" و"علي" لم يكونا أصلا على قيد الاهتمام والاعتبار السياسي الوطني، ولا كانت ستكون لهما حيثيات قبول!


ففيم المناحة، وفيم العويل على أن الانتخابات المصرية الرئاسية ستكون أقرب إلى الاستفتاء، وأن السيسي ينافس السيسي وأن العالم لن يأخذنا بجدية، وأن، وأن، وأن؟!

أنات كثيرة يطلقونها هذه الأيام مقترنة بترهات وأكاذيب في الصحافة الأمريكية عن إلقاء القبض على الجنرال عنان وإخراجه من سباق مزاحمة الرئيس السيسي، ولم يذكر عنوان صحفي محترم أن الجنرال عنان هو الذي أخرج الجنرال عنان الذي خالف قانون الإجراءات العسكرية ومنسوب إليه تزوير في أوراق رسمية أتاحت له إدراج اسمه في قوائم الناخبين وهو بعد مسجل في الجيش كضابط مستدعى!

لا أرى مبـررًا قط للعويل الداخلي، بحجة أننا لن نشهد منافسة حقيقية تجعل المباراة مثيــرة، ممتعة، يتابعها العالم على الأرض المصرية، حسنًا أين اللاعبون؟ مَنْ منعهم؟ خالد علي لم يجمع النصاب، الــ٢٥ ألف صوت من ٢٥ محافظة، وقبلها بيومين تحجج بسرقة التوكيلات.

لم ينزل أحد ضد الرئيس، ولم يعمل أحد لتجهيز نفسه ضد الرئيس منافسًا في انتخابات، وأغلب ظني أن عنان لم يكن المرشح الحقيقي، بل كان الغل والإخوان والأتراك هم المرشح الحقيقي معًا، أما خالد علي، فباحث عن شو وأكتاف تحمله عنان السماء، يتيسر له كلما نصب مولد!

هذه يا سادة ليست انتخابات موالد، ولا نوادٍ، هذه انتخابات رئاسة مصر، ولا يجـوز بالعقـل وبالحكمة أن يتطرق إليها مرشحـو الموالد والفتة، لم يعمل أحد بجدية ليطرح اسمه قرين الاحترام وسط الناس، وربما كان الأداء سريع الإيقاع الذي شاهدناه، وحجم الإنجازات لرئيس البلاد، قد جعل اقتناع أي مرشح بالنزول هو عملية تكميلية، أو خوض سباق خسران.

وبمنتهى الصراحة سنقول ماذا فعل السيسي بالناس وللناس؟! لقد أنقذهم ثم أوجعهم ثم أقنعهم بضرورة التألم.

أنقذنا من حكم التخلف والجهل والعمالة والدواعش، ثم أوجعنا بل أدمانا بمشارط وكرابيج الإصلاح الاقتصادي، وتآكل ثلثي الجنيه المصري، ثم أقنعنا أنه لا حياة ولا رقي ولا تقدم إلا بتحمل آلام الجراحة ومرارة الدواء.. فكيف لرجل يجرحك ويؤلمك فيقنعك أن يحصل على مصداقية لديك؟

مصداقيته جاءت من رغبته العارمة في مسابقة الزمن وتجاوزه لتحقيق أكبر قدر ممكن من البناء والتعمير والتطوير في المجالات كافة، ومصداقيته جاءت حين تصدى للإخوان وجازف وخاطر بحياته من أجل الشعب، ومصداقيته جاءت لقدرته على حماية وحفظ كرامة المصريين في الخارج واستقلالية القرار المصري وسط قوتين عالميتين (الروس والأمريكان)، تتنازعان المنطقة كما تتنازع النمور لحم فريسة ثمينة.

ليس ذنب الرئيس أن المنظر ليس جميلا، فيما يتعلق بمنظرنا أمام العالم والملعب شبه خالٍ أو خالٍ من فريق آخر!

الفريق المنسحب يتحمل النتيجة والفريق الذي نزل وجاهز يحصل على النقاط! أيهمكم منظر الانتخابات؟ بسرعة نسيتم مناظر الخراب والدمار والذبح والترويع والسحل والحرق في شوارعنا وبيوتنا وكنائسنا ومساجدنا ومؤسسات الدولة؟ أكان المنظر حلوًا؟ أين كان العالم ومصر تضيع؟

لا تبكوا على من انسحب أو أخرجته مخالفاته، بل أبكوا على أن مصر تعبت وتدهورت كثيرًا وطويلا؛ بسبب حماقات وغفلة مماثلة أتحنا فيها للنصابين والمدعين والعملاء والسذج، وشرفاء، أن يخرجوا كالقطعان دمارًا وخرابًا، تم استعمالهم استعمال العبيد في تنفيذ مخطط تمزيق الوطن لولا الجيش ولولا رجل الجيش عبد الفتاح السيسي، ولولا الشعب الواعي في الثلاثين من يونيو، وفوق هؤلاء جميعًا أن الله لا يريد ما أراده الإخوان والسلفيون والدواعش والأمريكان وكل عميل ركب ركبهم.

هذه الانتخابات ليست الأهم، بل الأهم منها جدًا انتخابات ٢٠٢٢، فاعملوا لها وتجهزوا لأن مصر ستكون بحاجة لرئيس جديد تمامًا بحكم الدستور.
Advertisements
الجريدة الرسمية