رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ناصريون ليسوا على خطى الزعيم !!


مرت مئوية الزعيم الخالد جمال عبد الناصر كما تمر كل عام ذكرى ميلاده في 15 يناير، وذكرى رحيله في 28 سبتمبر، وذكرى ثورته العظيمة في 23 يوليو، حيث يتجمع محبوه من كل بقاع الأرض حول ضريحه يقرأون الفاتحة على روحه، ويجددون العهد بأنهم على خطاه يسيرون في الحفاظ على مشروعه الوطنى والقومى ومبادئه، والثوابت التي غرسها بالأرض العربية عبر تجربته النضالية، وهذا المشهد المتكرر جعلنى أتأمل في وضع هذه الجموع التي ترفع راية جمال عبد الناصر وتطلق على نفسها اسم الناصريين، هل بالفعل يستحقون الانتساب لهذا الرجل العظيم ومشروعه وتجربته الوطنية والقومية؟!


ومن خلال نظرة فاحصة وناقدة لجموع الناصريين سوف نكتشف أن هذا التيار الكبير سواء في مصر أو خارجها يثير العديد من علامات الاستفهام، فليس هناك اتفاق حول ماهية الناصرية؟! وإذا توجهت بالسؤال لكل ناصرى ماذا يعنى هذا الانتماء سوف تجد إجابة مختلفة! وما يختلف حوله الناصريون أكثر بكثير مما يتفقون حوله! لكن الغريب والعجيب حقا أن يكون الاختلاف حول المبادئ والثوابت التي وضعها جمال عبد الناصر كأسس لمشروعه الوطنى والقومى عبر تجربته النضالية الفريدة سواء بانتصاراتها أو انكساراتها.

بالطبع أعلم أنه لا يوجد كتالوج للانتماء الناصرى، فعضوية الأحزاب والتنظيمات السياسية التي ترفع شعارات وصور جمال عبد الناصر سواء في مصر أو خارجها ليست شرطا للانتماء الناصرى، والناصريون خارج هذه الأحزاب والتنظيمات أكثر بكثير من الموجودين بداخلها، والكل سواء بداخل الأحزاب والتنظيمات أو خارجها يدعى حبه للزعيم جمال عبد الناصر وبالطبع لا يمكن التشكيك في نوايا المحبين، لكن هل يعلم هؤلاء المحبون أن الحب وحده لا يكفى للانتماء الناصرى، فمن يرغب أن يكون في خندق جمال عبد الناصر عليه أن يرتدى قميصه الذي حدده بمواصفات قياسية خاصة.

والمواصفات القياسية الخاصة التي وضعها جمال عبد الناصر ليست موضوعة بكتاب أو كتالوج كما أسلفت، لكنها موجودة عبر تجربته التي بدأت بتنظيمه السرى داخل الجيش المصرى والذي قام بثورته العظيمة في 23 يوليو 1952 على مجموعة من المبادئ الأساسية هي:
1- القضاء على الإقطاع.
2- القضاء على الاستعمار.
3- القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم.
4- إقامة جيش وطنى قوى.
5- إقامة عدالة اجتماعية.
6- إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

هذه المبادئ الأساسية لثورة يوليو هي الأساس الذي بنى عليه جمال عبد الناصر مشروعه وتجربته النضالية، ثم أضاف عليها أفكاره حول الحرية والاشتراكية والوحدة، وهى الأفكار التي ظل جمال عبد الناصر يطورها حتى آخر يوم في حياته.

ووفقا لذلك فمن يخالف مبادئ جمال عبد الناصر لا يمكن أن يكون ناصريا، فمن يدعم ويعمل في خدمة القوى الرأسمالية الفاشية ويقومون بسرقة ونهب ثروات الوطن ليسوا ناصريين، ومن يدعم ويعمل في خدمة القوى الاستعمارية ولا يقف متصديا لها ليس بناصري. ومن يدعم ويعمل في خدمة سيطرة رأس المال على الحكم ليس بناصري.

ومن يهاجم جيشه ولا يسعى لدعمه وتقويته ليس بناصري. ومن لا يسعى لإقامة العدالة الاجتماعية ليس بناصري. ومن لا يسعي لإقامة حياة ديمقراطية سليمة ليس بناصري. ومن لا يؤمن بالحرية والاشتراكية والوحدة ليس بناصري.

وبناء على هذه المبادئ والثوابت التي وضعها جمال عبد الناصر يمكننا أن نقول بقلب مستريح أن الكثير من الناصريين الذين وقفوا على ضريح الزعيم قبل أيام يحتفلون بمئويته ليسوا على خطاه، ومن يرغب أن يطلق على نفسه لقب ناصرى فعليه التمسك بمبادئ جمال عبد الناصر، فلا يجوز أن تضع يدك في يد الذين سرقوا ونهبوا وتاجروا في قوت الشعب، ولا يجوز القبول بالصلح والتفاوض والاعتراف بالعدو الصهيونى. 

ولا يجوز أن تضع يدك في يد الإخوان المسلمين والسلفيين المتاجرين بالدين، ولا يجوز الصمت عن غياب العدالة الاجتماعية، ولا يجوز الوقوف عاجزا أمام ما يحدث في سوريا وليبيا واليمن، ولا يجوز اعتبار الخونة والعملاء الذين يطلقون على أنفسهم معارضة ثوار، ولا يجوز وضع يدك في يد الرجعية العربية الخائنة والعميلة التي تنفذ الأجندة الأمريكية الصهيونية في المنطقة، ولا يجوز عدم دعم المقاومة العربية في وجه القوى الاستعمارية، هذه هي ثوابت المشروع الناصرى كما أعرفها وأفهمها، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

Advertisements
الجريدة الرسمية