رئيس التحرير
عصام كامل

علاقات من حديد بين القاهرة وفرنسا.. السيسي يلتقي رئيس الاستخبارات الفرنسية.. بحث تعزيز الشراكة.. دعم أمن واستقرار الشرق الأوسط.. والتأكيد على خصوصية العلاقات الثنائية

الرئيس السيسي ورئيس
الرئيس السيسي ورئيس المخابرات الفرنسية

تتميز العلاقات "المصرية الفرنسية" بالمتانة والحرص على التشاور المستمر بين القيادة السياسية في مصر وفرنسا؛ لبحث كل القضايا الدولية والإقليمية، حيث شهدت فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي العديد من الزيارات واللقاءات، الأمر الذي يؤكد اهتمام البلدين بدعم التنسيق والتعاون المشترك.


وزيرة الدفاع الفرنسية
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، بمقر رئاسة الجمهورية، برنارد إيمييه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجي الفرنسي، وذلك بحضور القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة.

خصوصية العلاقات
ورحب الرئيس بالمسئول الفرنسي وطلب نقل تحياته إلى الرئيس "إيمانويل ماكرون"، مؤكدًا خصوصية العلاقات المصرية الفرنسية وما تتميز به من قوة وعمق.

وأكد الرئيس حرص مصر على مواصلة التعاون المكثف بين البلدين في العديد من المجالات، أخذًا في الاعتبار الشراكة القائمة بين الدولتين.

ماكرون
ونقل الضيف الفرنسي إلى الرئيس تحيات الرئيس "ماكرون"، معربًا عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من تعاون وثيق وعلاقات قوية وتاريخية.

الشرق الأوسط

وأكد رئيس الاستخبارات الفرنسية حرص بلاده على التنسيق والتشاور المستمر مع الجانب المصري إزاء التحديات المختلفة التي تواجه البلدين، لا سيما في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم بالشرق الأوسط، مشيدًا في هذا الإطار بدور مصر المحوري في تدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة ومساعيها للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة.

أهم الدول

وتعتبر فرنسا من أهم الدول الأوروبية المستثمرة في مصر فحجم استثماراتها موزعة على 458 مشروعا في قطاعات تمويل الصناعات الزراعية السياحية وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الإنشاءات والخدمات والمعدات العسكرية فضلا عن قيام الشركات الفرنسية بتنفيذ الخط الثالث لمترو الأنفاق.

العلاقات المصرية الفرنسية
وتعد العلاقات المصرية الفرنسية نموذجا يحتذى به في دول البحر المتوسط ما يعود بالنفع على البلدين ويحقق المصلحة المشتركة في المستقبل، وما تمر به منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الحالية من تداعيات خطرة تؤثر على استقرار وأمن المنطقة وتلقي بانعكاساتها السلبية على القارة الأوروبية يمثل دافعا هاما وحيويا لتفعيل التشاور والتنسيق بين مصر وفرنسا ذات الثقل في المنظومة الأوروبية، فضلا عن سعي مصر الدائم في مرحلة العبور نحو مستقبل واعد لتفعيل علاقات التعاون مع دولة بحجم فرنسا تتميز بالقدرات الاقتصادية والصناعية والفنية العالية.

الزيارات المتبادلة
ومن هنا جاءت الزيارات المتبادلة بين القاهرة وباريس واللقاءات المتتالية بين الرئيسين السيسي وهولاند السابق، وإيمانويل ماكرون الرئيس الحالي حيث بحثت تلك اللقاءات مجمل العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل الارتقاء بها وتعزيزها في مختلف المجالات فضلا عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وسبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي بين مصر وفرنسا.

وتتوافق رؤى الجانبين إزاء العديد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب مؤكدين أن كافة الجماعات الإرهابية تستقي أفكارها المتطرفة من ذات المصدر، وتتبنى جميعها ذات التوجهات التي تتعارض كلية مع جوهر الدين الإسلامي.

القمة المصرية الفرنسية بالقاهرة

وكانت القمة "المصرية الفرنسية" بالقاهرة فرصة لتعزيز التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات لا سيما على الصعيد الاقتصادي حيث رافق الرئيس الفرنسي وفد كبير من ممثلي مجتمع الأعمال الفرنسي والمتخصصين في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة فضلا عن قطاعات الطاقة والطيران والدفاع والنقل والبنية التحتية والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

تعزيز العلاقات

وأعقب لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الفرنسي جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين ناقشت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا دعم التعاون بين مصر وفرنسا في الأطر والمنظمات الدولية متعددة الأطراف فضلًا عن العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

19 اتفاقية
وشهد الرئيسان توقيع 19 اتفاقية في العديد من المجالات على رأسها الطاقة والبنية الأساسية والسياحة والثقافة.

أهم الشركاء التجاريين

وتعد فرنسا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2015 نحو 2.6 مليار يورو، كما تعد مصر ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية في المنطقة وتعمل في مصر نحو 140 شركة فرنسية في العديد من المجالات التي يأتي في مقدمتها الخدمات المصرفية والبنوك والسياحة والاتصالات والطاقة والخدمات البيئية.

أول لقاء

واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكتوبر الماضي الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية الفرنسية "قصر الإليزيه" حيث عقدت القمة المصرية الفرنسية والتي بحثت سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية والتعليمية، إلى جانب تبادل وجهات النظر في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

كما بحثت القمة سبل التعامل مع الأوضاع المتأزمة في منطقة الشرق الأوسط خاصة الملفين السوري والليبي، اللذان يشهدان تقاربا كبيرا في وجهتي نظر البلدين، بضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الدولة القومية، وصون مقدرات الشعبين وحقن الدماء بهما.
الجريدة الرسمية