رئيس التحرير
عصام كامل

لا تحتفلوا بعيد العمال


هل نعيش فى وطن قامت به ثورة من أجل الفقراء والبسطاء والمهمشين وأطفال الشوارع أم ماذا؟! لأنه من الواضح أننا نعيش كذبة كبرى يريدون أن يمرروا لنا الوهم، ولنقتنع أن مصر قامت بها ثورة.. فمن سخرية القدر أن الرئيس وحكومته وحزبه يحتفلون بعيد العمال ويمارسون نفس طقوس الأنظمة السابقة، وكأن العمال ينتظرون هذا اليوم .

جاء خطاب الرئيس كله شعارات وكلمات رنانة، ووعود لا تسمن ولا تغنى من جوع، فهل ينتظر العمال بعد الثورة خطابًا رئاسيًّا وزيارة لبعض المصانع والكاميرات تصور الرئيس وهو بين العمال، أم ماذا يحدث؟! هل هذا هو يوم عيد حقيقى لكل عامل مصرى يشعر فيه أن حياته تتقدم وأن آلامه تتبدد، وكل ما يتمناه على طريق التحقيق والإنجاز؟!!

ماذا فعل الرئيس للعمال فى مشاكلهم اليومية المزمنة فى القطاع الخاص، وتوحش رجال الأعمال وحالة العبودية والاستغلال غير الآدمى للعمالة، وعدم وجود قوانين عادلة تحفظ حقوقهم من مرتبات وتأمين صحى وكافة الحقوق الإنسانية للعمالة فى كل دول العالم.. هل من جديد فعله النظام الإخوانى للعمالة المصرية؟ وهل قام مجلس الشعب المنحل أو الشورى الحالى أو رئيس الوزراء وحكومته، أو غيرهم، بحل مشكلات العمالة المصرية فى القطاع الخاص.. هل يعلمون كيف يتم طرد العمالة بدون معاشات أو أى مستحقات مالية تحميهم من قسوة الفقر وشبح البطالة؟!! ومن الواضح جدًّا أن الكذب والخداع والتضليل وتزوير الحقائق أسلوب حياة يمارسونه ضد الشعب المصرى .

ماذا فعل الرئيس للعمالة المصرية من تطوير وعمليات إدماج داخل وحدات القطاع العام أو الخاص، فلم نرَ أو نسمع عن حضانات للشباب لإعادة تأهيلهم بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية، ولم نسمع عن سياسات لتطوير التعليم الفنى للاستفادة من هؤلاء الشباب فى القطاع الخاص، ولم نرَ أى سياسات حقيقية فى مجال العمالة الموسمية والعمالة غير المسجلة فى القطاع الحكومى أو الخاص التى تعمل فى مهن المعمار وغيرها، هل هناك سياسات لحصرهم داخل نقابات أو هيئات تحميهم وتضمن لهم تأمينًا اجتماعيًّا وصحيًّا حقيقيًّا، فهم عماد النهضة الحقيقية لمصر .

ماذا فعل الرئيس للعمالة المصرية فى الخارج، فعلى مدار العام الماضى حدثت انتهاكات عديدة للمصريين فى الخارج، وحالات فصل تعسفى، وحالات ترحيل، وغيرها من المشاكل اليومية للعمالة المصرية فى الخارج، والأهم أين دور الحكومة المصرية فى الإفراج عن العمالة المصرية المسجونة فى الخارج؟! فهل تدخلت الحكومة لحل هذه الأزمات؟ والأهم.. هل للمكاتب العمالية فى سفاراتنا بالخارج دور حقيقى فى حماية العمالة المصرية بالخارج؟ وهل قامت وزارة القوى العاملة بحزمة تشريعات جديدة لحماية حقوق المصريين فى الخارج وحمايتهم من النصب والوقوع فريسة الشركات الوهمية وتجبّر وتظلم نظام الكفالة المنتشر فى دول الخليج العربى؟! وهل حاولت الحكومة حل مشاكل الهجرات غير الشرعية للمصريين فى أوربا؟!

العيد الحقيقى للعمال فى مصر هو يوم الحفاظ على كرامتهم وحقوقهم من تجبر وظلم بعض أصحاب الشركات، وليس العبث الذى نعيشه بخطب وشعارات رنانة لا قيمة لها، وهو يوم شعورهم أنهم أصحاب هذا الوطن الحقيقى، وليسوا عبيدًا فيه، فهم صناع النهضة الحقيقية، وسواعد مصر الفتية القادرة على فعل المعجزات .
dreemstars@gmail.com

الجريدة الرسمية