رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة بلا نتيجة!


الأغلب أن النتيجة الوحيدة لزيارة نائب الرئيس الأمريكي للقاهرة هي أن الزيارة تمت ولا نتائج أخرى لها، بل إن هذه الزيارة القصيرة للعاصمة المصرية التي استغرقت أربع ساعات فقط تمت بلا أي مظاهر للترحيب بالضيف الأمريكي، كما توقعت واشنطن قبلها، فهي جاءت في أعقاب القرار المستفز الذي اتخذه ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، وهو القرار الذي أغضب كل العرب والمسلمين، وقبلهم بالطبع الفلسطينيين؛ لأنه دعم سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيما خططت له وتنفذه؛ لاستكمال تصفية القضية الفلسطينية، وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة في الاستقلال، والتخلص من احتلال بغيض عنصري.


كما أن زيارة بنس جاءت بعد تلك التصريحات السخيفة التي أطلقها ترامب ووصف فيها الأفارقة بأنهم أشبه بالحثالة، لذك كان طبيعيا أن تخلو هذه الزيارة لنائب الرئيس الأمريكي للقاهرة من أية مظاهر ترحيب تتجاوز البروتوكول الدبلوماسي، فهي كانت زيارة غير مرغوب فيها، ومن قام بها كان ضيفا غير مقبول، خاصة أنه سبق أن مهد لزيارته هذه من قبل بتصريحات يبدو فيها اعتزامه استغلالها للتدخل في الشئون الداخلية المصرية، خاصة ما يتعلق بعلاقات المسلمين فيها بأشقائهم المسيحيين.

أما ما سبق أن أعلن من قبل أن بنس سوف يحمله من أفكار واقتراحات في إطار إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية فهى كانت مرفوضة مصريا قبل أن ترفض فلسطينيا، فإن مصر لا تساوم في حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضي الضفة الغربية وغزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية، كما تصر على أن يشمل حل الصراع العربي الفلسطيني انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية المحتلة في مزارع شبعا وقرية الغجر في لبنان والجولان السورية، وترفض مصر رفضا حاسما أية حلول تكون على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه، وأيضًا على حساب أي دولة عربية، وكل المشروعات المشبوهة التي يروجها إسرائيليون لتوطين فلسطينيي غزة أو بعضهم في مساحة من أراضي سيناء العزيزة.

لذلك كله خلت زيارة بنس لنا من أية نتائج يعتد بها.
الجريدة الرسمية