رئيس التحرير
عصام كامل

التعلق بالمستحيل.. ومرافقة الخليل

فيتو

كانت خطوة هامة..

لابد لي أن أخطوها..

بعد دراسات ومباحثات مع ذاتي.. اتخذت أفظع قراراتي

قررت أن أتخلى عن خليلي؛ إذ إنه من المستحيل في هذا الزمان أن تعثر على الكمال، فما إن تجد من تسعد بمرافقته، إلا وتجده مشغولا بغيرك، في حين أن الواقع مرير، ولا يعجبك حاله، وهنا يتخبط عقلك بين عالمين؛ عالم من الرغبات الممنوعة، وعالم من المكروهات المتاحة.


فتبدأ في نسج خيوط عالم من الخيال والأوهام، تعيش داخله مستشعرا الراحة والطمأنينة والسعادة، وتفر من واقعك المؤلم، مستغلا كافة الفرص للفرار من عالم الواقع إلى عالمك الخيالي، وما أن تلبث تستشعر هذا الخيال واقعا، حتى تستيقظ على كابوس الانهيار، وصفعة المواجهة والفرار، إذ تصطدم بصخور الحقيقة الصلبة، وتنكسر عليها مصابيح الأوهام الواهية.

هنا يكون عليك اتخاذ القرار، إما اللهث خلف الأوهام والخيال، أو الرجوع إلى الواقع والاستقرار.

اكتشفت مؤخرا أن الرئيس الفرنسي "ماكرون"، كان على علاقة عاطفية مع زوجته الحالية، وهي تكبره بـ 24 عاما، أثناء زواجها من آخر، وحينما اصطدم بالواقع والمجتمع، تم نقله إلى مدينة أخرى لاستكمال تعليمه، مع وعد منه لها بالعودة مجددا لاستكمال ما بدآه معا.

وفي الحقيقة عاد ماكرون مرة أخرى، وفارقت السيدة زوجها، وتزوجا، متحدين العالم؛ من أجل تحقيق عالمهما الخيالي وتجسيده على أرض الواقع.

هذا رئيس فرنسا، لديه ما لديه، غير أني لا أملك من عالمي سوى أحلامي وكلماتي وقلبي، وهم غير كافيين لخليلي، ليقوم بمحاربة العالم معي، لمؤازرتي، لقتل الغول وإنقاذ الأميرة من براثنه.

إن مواجهة الواقع من أجل تحقيق الأحلام إرادة لا يقوى عليها إلا الفرسان، ولكن ترك الأحلام من أجل الواقع، فهو سلوك معتاد للإنسان، ولقد اخترت أن أكون الإنسان، بعد انقضاء عصر الفرسان، ووفاة عبلة وليلى.
الجريدة الرسمية