رئيس التحرير
عصام كامل

أصحاب المبادئ يمتنعون!


ما معنى استعانة مرشح للانتخابات الرئاسية بمن كانوا يرفضونه من قبل ولا يرونه صالحا لتولى منصب رئاسة الجمهورية؟.. وما معنى أن يقبل شخص أن يدعم مرشحا كان يرفضه من قبل لسبب مبدئى يتمثل في انتمائه للمؤسسة العسكرية لأنه لا يقبل بحاكم له خلفية عسكرية، بل ويقبل أن يكون نائبا له إذا ما فات في الانتخابات ومتحدثا بلسانه؟


قد تتعدد الإجابات والتفسيرات، مثل أن الإنسان قابل لتغيير مواقفه بعد أن تتوفر له معلومات جديدة، أو حتى لأنه راجع مواقفه السابقة واكتشف عدم سلامتها وصحتها، ومثل أن النقاش بينهما قد أفضى إلى حقائق صاغت تلك المواقف الجديدة، فضلا عن أن التغير والتطور من سَنَن الحياة على عكس الجمود الذي نرفضه ويصوغ المواقف المتطرفة.. ولكن رغم وجاهة تلك التفسيرات فأنا شخصيا لا أراها سوى تبريرات لا ترقى لأن تكون تفسيرات مقبولة أو مستساغة، خاصة إذا كنّا بصدد الحديث عن منصب رئيس الجمهورية، أي عن سلطة وحكم بما ترتبه من صلاحيات وقدرة على اتخاذ القرارات التي تتعلق بمصير ملايين من البشر، ناهيك أيضا عن إمكانية لترتيب وتحقيق مصالح خاصة أيضا..

أنا أرى في ذلك خروجا على المبادىء، أو التصرف طبقا لما تمليه المصالح الخاصة والشخصية وليس المصلحة العامة، أو مصلحة الشعب كما يدعى كل هؤلاء.. هذه مواقف تخاصم المبادئ وتبلى فقط المصالح الخاصة الضيقة.. ولذلك لا يجب أن يصدمنا هؤلاء بالحديث عن المبادئ، أو عن تبنى هموم الشعب ومصالح الجماهير والدفاع عنها.. أنهم لا يدافعون سوى عن مصالحهم الخاصة هم وحدهم وتلبية رغبتهم في تناول قطعة من كيكة السلطة.. نحن هنا إزاء موقف لا مكان فيه لأصحاب المبادئ وإنما نحن أمام أصحاب مصالح يحاولون سترها بالمبادىء فقط، ولكنها محاولة مكشوفة ولن تنطلى على أحد !
الجريدة الرسمية