رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

2018 عام الصناعة !


خلال الأيام القليلة الماضية من عام 2018، قام الرئيس السيسي بافتتاح عدة مشروعات، سواء من خلال الاحتفالية التي أقيمت في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، أو تلك التي أقيمت في مدينة السادات بمحافظة المنوفية، وفي كلتا الاحتفالتين كان وزير الصناعة حاضرا وبقوة من خلال مشروعات صناعية ضخمة مثل الحديد والصلب وغيرها، وكانت كلمات الرئيس في المناسبتين واضحة وصريحة في دعمه للصناعة والتسهيلات الكثيرة التي تقدمها الدولة للصناع، في صورة أراض مرفقة مجانية في بعض المناطق الأكثر فقرا واحتياجا، أو إعفاءات ضريبية أو دعم لمستلزمات الإنتاج.


الدولة أنفقت أموالا ضخمة على البينة الأساسية بهدف تهيئة المناخ للمستثمرين والصناع والقيادة مؤمنة بأهمية الصناعة، ولذلك أتوقع أن يكون هذا العام هو جني ثمار ما تحقق في الأعوام السابقة، مؤخرا رأيت شركة النصر للسيارات في حلوان وشعرت بأن جدرانها تكاد تبكى من الخراب الذي وصلت إليه، وهى كانت أول شركة لـصناعة السيارات في مصر والشرق الأوسط.

وما حدث مع النصر للسيارات حدث مع مصانع الغزل والنسيج والأدوية والحديد والصلب والأغذية وما زال يحدث مع بعض الصناعات المصرية، وهو كان تدمير متعمد لصالح مافيا الاقتراض والاستيراد، كل مصنع يُغلق في مصر يتم تشغيل نظيره في الخارج، وكل عامل مصرى يُشرد، يتم تشغيل عامل في الخارج وكل سلعة مستوردة تتسبب في انهيار سلعة مصرية، لذلك أتمنى أن يكون 2018 هو عام الاهتمام بالصناعة المصرية. 

لأنها هي التي تحقق النهضة والرفاهية وترفع من قيمة العملة المحلية في مواجهة العملات الأجنبية، الصناعة هي التي تقضى على البطالة وتمنع الجريمة والإرهاب وتُوفر السلع والنقد الأجنبى وتُخفض الأسعار، الصناعة هي التي ترحم أبناءنا من مذلة العمل في الخليج وتنقذهم من الموت في البحار والمحيطات، وهم مهاجرون بطريقة غير شرعية، الصناعة هي التي تعالج عجز الموازنة والتضخم وتخفف من وطأة الديون والقروض الداخلية والخارجية، الصناعة في أيدينا، وليست في أيدي غيرنا، مثل السياحة والتحويلات الخارجية وقناة السويس، أتمنى أن يأخذ ملف الصناعة أولوية قصوى في اهتمامات الحكومة وتبدأ بالخمسة آلاف مصنع المغلقة، مع تشجيع القطاع الخاص لإقامة مصانع جديدة..

وهناك تجارب عالمية يمكن الاستفادة منها في ألمانيا مثلا من يقترض لإنشاء مصنعٍ يُنتج سلعا استراتيجية ويُوفر فرص عمل يتم إعفاؤه من سداد 50% من قيمة القرض، وفي الإمارات وكوريا الجنوبية استخراج رخصة المصنع في 24 ساعة، أما في الصين صفر حيث يتم إنشاء المصنع وتشغيله ثم ترخيصه.

هذه أربعة نماذج ناجحة وحققت طفرة كبيرة، أما النموذج الخامس الذي انطلق بالفعل فهو المغرب الشقيق والذي يُسطر حاليًا تجربة مهمة، لماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين الناجحة؟ حل مشاكلنا كلها سوف يكون من خلال الصناعة، ويجب أن تعى الدولة ذلك وتعفى كل مستلزمات الإنتاج من الضرائب والجمارك تماما وعدم تصدير المواد الخام ومنح الأراضى مجانًا لمن ينتج السلع الاستراتيجية والمساعدة في التسويق، وكذلك تسخير وسائل الإعلام والتعليم لخدمة الصناعة مشروع مصر القومى، ونحن لدينا كل مقوماتها من الأيدى العاملة الرخيصة والموارد والموقع الجغرافى والقوى الشرائية التي تتهافت عليها كل الدول.

قواتنا المسلحة حاليا وفي إطار دورها التنموي ودعمها للاقتصاد تقوم بإنشاء مصانع جديدة، اتمنى أن تتولى أيضا مهمة إنهاء مشكلات المصانع المتعثرة والتي كانت قلاع صناعية ضخمة وهي ثروة قومية لا يمكن تعويضها.
egypt1967@yahoo.com

Advertisements
الجريدة الرسمية