رئيس التحرير
عصام كامل

وعود انتخابية


عندما طرح الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه مرشحا للرئاسة عام 2014، وعد في برنامجه الانتخابي بحل مشكلات الاقتصاد، والصحة، وعودة الأمن ومحاربة الإرهاب، وإنشاء الطرق، والمستشفيات، واقتحام مشكلات التعليم، ومواجهة الفساد، وإنشاء مشروعات سمكية، واستصلاح مليون ونصف مليون فدان، وإنشاء مساكن آدمية لسكان العشوائيات، وإنشاء قناة السويس الجديدة، وإنشاء أنفاق تربط شرق القناة بغربها، كان الكثير من المصريين يتعاملون مع تصريحات الرئيس على أنها وعود انتخابية سريعا ما ستتبخر بعد الجلوس على الكرسي، وأن الرئيس الجديد سيتنصل مبكرا من وعوده بحجة حجم التحديات والمشكلات، وأنه لو كان يعرف حجم جبال المشكلات وتلال الأزمات لراجع موقفه من الترشح للرئاسة.


ومرت الأيام سريعا وجاءت ساعة الحساب، ووقف الرئيس أمام جميع المصريين يستعرض ما تم إنجازه، ويقول لهم ماذا فعل وقدم في سنوات صعبة؟ ونفذ ما وعد به في ظل ظروف غاية في القسوة على الدولة والمواطن.

كان الكثيرون يراهنون على الفشل، وعدم الإنجاز، ويختلقون المشكلات والأزمات هنا وهناك في الداخل والخارج، وينتظرون لحظة السقوط ويبثون إحباطهم في كل مكان ومؤسسة وهيئة، ولكن مرادهم لم يتحقق وراهن الرئيس على الأمل والمستقبل ووعي المصريين الذين صدقوه في إخلاصه للوطن، وتحققت المعجزة، نعم هي معجزة، عندما نعود بالذاكرة للوراء قليلا ونتذكر الأحداث والظروف التي أعقبت أعوام 2010 كان أكثر المتفائلين يتمني أن نعود للاستقرار بعد عشرين عاما أو عشر سنوات، ولكن أن يتحقق كل هذا في هذه الفترة فهذا الأمر يحسب للرئيس السيسي وحده..

نعم، هناك من شاركوا في الإنجاز، ولكنه راهن على مصارحة المصريين بالحقيقة كاملة وعرض الواقع دون خجل، لم يوعدهم باللبن والعسل وجريان الأموال بين أيديهم كالأنهار، ولكن قال مع بداية توليه المسئولية ليس لدى فواتير أسددها لأحد، أنا مدين فقط للشعب المصري، وستتحملون معي الكثير من الصعاب والتحديات، ستأكلون قليلا، وستعملون كثيرا..

ومع بداية إعلانه الترشح لفترة جديدة كرر الكلام نفسه إننا قطعنا بعض المسافة وليس الطريق كاملا، ولم نصل لخط النهاية بعد، أمامنا طريق طويل من العمل والجهد، وإنه وحده لن يستطيع أن يفعل شيئا، ولن يستطيع أن يكمل المشوار الرئيس السيسي، كان صادقا في وعوده وأحلامه للمصريين، من المؤكد أن المشكلات حاضرة والتحديات موجودة، والأزمات في كل مكان والأحلام أكبر من الواقع، ولكن الرغبة في تغيير الواقع موجودة، والنية صادقة، وإن غدا أفضل، فنحن بدأنا الطريق وسنستكمله مع رئيس يحب البشر والحجر، وقدم الكثير على أرض الواقع، وليس وعودا انتخابية، كما كان يراهن البعض، فنحن مع السيسي أفضل كثيرا والأيام خير شاهد على ما تحقق وسيتحقق.
الجريدة الرسمية