رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد بهاء شعبان: رد الاعتبار لثورة يناير أول استحقاق على السيسي تحقيقه بعد نجاحه

فيتو

  • يحسب للسيسي مواجهته للإرهاب ونجاحه في تثبيت أركان الدولة في مواجهة تهديدات خطيرة. 
  • الفترة المتاحة لمرشحي الرئاسة لجمع التوكيلات وعمل الدعاية محدودة وغير كافية.
  • الانتخابات الرئاسية بشكلها الحالي أقرب للاستفتاء والسيسي الأقرب للفوز بالرئاسة.
  • الشباب المصري إصابة الإحباط بعد أن حرم من أحلامه في التغيير.
  • جماعات الإرهاب تحاول الصيد في الماء العكر بالمطالبة بإلغاء الانتخابات.
  • السيسي تولى المسئولية في ظروف صعبة ونجح في تجاوز العديد من الأزمات.
  • لدينا العديد من الملفات على السيسي فتحها في الفترة الثانية أهمها الصحة والتعليم ومحاربة الفساد.
  • التحول الأمريكي والغربي تجاه السيسي شكلي ولا يعنيهم إلا مصالحهم.
  • أتوقع انخفاض نسبة مشاركة المواطنين في الانتخابات الرئاسية بسبب ما يروج أنها محسومة.
  • نواب البرلمان سيحاولون تعديل الدستور ومدة الرئاسة للحفاظ على مكاسبهم.
  • البرلمان الحالي لن يذكر له المواطن شيء في المستقبل لأنه أداة بيد السلطة التنفيذية.

هو أحد المساهمين في تنظيم الانتفاضة الطلابية في مصر في بدايات السبعينيات، اتهم بالمشاركة في قيادة الانتفاضة الجماهيرية في 19،18 يناير 1977 بالإضافة إلى كونه عضوا بالحركة الشعبية لمقاومة الصهيونية، ومقاطعة السلع الإسرائيلية والأمريكية، عضو مؤسس لحركة كفاية، المنسق العام للحركة الوطنية للتغيير.. إنه المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري أحد قيادات تيار اليسار المصري، الذي تحدث في حوار "لـ«فيتو»" عن الانتخابات الرئاسية المقبلة:

(فقال إن الفترة الزمنية التي حددت لجمع التوكيلات والدعاية من جانب المرشحين غير كافية، وجعلت البعض يروج إلى أن الانتخابات الرئاسية أقرب ما يكون للاستفتاء، وأضاف أن مطالبة الجماعة الإرهابية بتوفير نفقات الانتخابات لتحسين أوضاع الشعب المصري هي محاولة للصيد في الماء العكر والزعم أن الانتخابات نتائجها معروفة مسبقا.
 
وتابع أن الاستحقاق السياسي الذي يجب على الرئيس السيسي تنفيذه في حالة فوزه بالرئاسة لفترة ثانية هو رد الاعتبار لثورة 25 يناير بعد الاتهامات التي ألصقت بها من تآمر وخيانة عظمى مع إعادة الأمل للشباب للعودة إلى المشاركة السياسية باعتبارهم مستقبل الأمة- وغيرها من التفاصيل التي كشف عنها في هذا الحوار:


**في البداية كيف تقرأ خريطة الانتخابات الرئاسية في ظل تعدد أسماء المرشحين ومنهم الفريق سامي عنان؟
*الصورة الحالية تدعو للقلق قبل الانتخابات الرئاسية القادمة لأسباب عديدة منها الهامش الذي منح للمرشحين من أيام محدودة وغير كافية للمرشحين لجمع التوكيلات وهى 25 ألف توكيل أو 20 توكيلا من النواب أو عمل الدعاية وهي فترة غير كافية وبالتالي كان يجب أن تبدأ الحملات الانتخابية مبكرا حتى يتعرف المواطنون على المرشحين وبرامجهم الانتخابية لكي يحددون اختيارهم بدلا من حالة الضباب التي نعيشها الآن، وهناك سبب آخر لهذا القلق وهي حملات التشويه التي تمارس من جانب الإعلام التي تشيطن كل من يعلن عن ترشحه، وبالتالي لا بد أن تكون أجهزة الدولة على الحياد بصورة متساوية من كل المرشحين دون انحياز لطرف على حساب الآخر مثلما يحدث من تدفق الآلاف التوكيلات من المؤسسات الحكومية لدعم الرئيس قبل فتح باب الترشح وهذا أعطى إحساسا للنخبة المثقفة والمسيسة أن الرئيس السيسي هو الأقرب حظا لموقع الرئيس القادم. 

**هناك بعض الأقاويل التي ترى أن الانتخابات الرئاسية القادمة أشبه بالاستفتاء والنتيجة معروفة مسبقا فما تعليقك؟
*هذا الكلام أقرب إلى الصحة وما ذكرته من إشارات سابقه أكدت لقطاع عريض من المجتمع خاصة أوساط النخب أن أصواتهم لا قيمة لها وأن الأمر محسوم في حضورهم أو عدم حضورهم على نحو ما كان يحدث قبل 25 يناير وبالتالي لا قيمة لأصواتهم ويتحدث الكثيرون عن انطوائهم وعدم مشاركتهم وهذا أمر بالغ الخطورة لو أدرك صناع القرار هذا الأمر لأنه يفرغ الانتخابات من جوهرها الأساسي وهو المشاركة الشعبية في اختيار رئيس البلاد ومساندة برنامجه الانتخابي بما يحقق آمالهم المشروعة. 

**وما تعليقك على أن الشباب أصبحوا عازفين عن المشاركة السياسية في هذه المرحلة؟
*الشباب بالفعل هو أكثر مجموعة معرضة للمشاركة السلبية لشعورهم أنه حرم من أحلامه في التغيير ودفع به بين فكي الأزمة الاقتصادية والإجراءات التقشفية الحادة فضلا عن انعدم فرص العمل المتوفرة أمامه وفشله في مجابهة غلاء الأسعار، واهتمام الدولة بالشباب لم يتعد حدود النخبة المحظوظة في حين أغلق المجال العام في وجه نصف المجتمع، وقد يتصور البعض لعب دور لصالح مرشح آخر وهذا غير متوقع لسبب بسيط أن هناك حصار كامل لأي مرشح يمكن أن يبحث عن فرصه للتواصل مع الأجيال الجديدة من الناخبين، فضلا عن أن الحصار الإعلامي جعل عددا من المرشحين يتراجعون عن الترشح. 

**الجماعة الإرهابية تروج لمطالبتها من قبيل السخرية إلغاء الانتخابات وتوفير الأموال لتحسين أوضاع المواطنين فما رأيك؟
*الجماعة الإرهابية تحاول الصيد في الماء العكر وطرحها غير قابل للتنفيذ، لأنه يتناقض مع النص الدستوري القاطع والأجدى من هذا الطرح أن نوفر الضمانات الحقيقية للمرشحين على رأسها حيادية أجهزة الدولة وإتاحة فرص متساوية لكافة المرشحين في وسائل الإعلام لعرض برامجهم الانتخابية. 


**هل التحول في موقف الغرب من الرئيس السيسي راجع إلى شعبيته وأن 30 يونيو ثورة حقيقية أم ماذا؟
*التحول في موقف الغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية هو تحول شكلي وليس جذري لأنهم حددوا مصالحهم منذ فترة طويلة من خلال إيصال جماعة عميلة وتابعة وهم الإخوان للحكم في عدد من الدول لضمان استقرار مصالحها وعندما سقط الإخوان في مصر كان عداء أمريكا لثورة 30 يونيو وللجيش وللنظام ككل والتحول الحالي يعود إلى تصرف هذه الدول ببراجماتية واضحة بعد فشل رهانها على الإخوان في إسقاط النظام أو على الأقل خلق حالة من عدم الاستقرار في المجتمع يتيح لها التدخل لمساعدة عملائها من الجماعات الإرهابية بدليل مساعدتها لجماعات الإرهاب في سيناء ومساندتها لقطر وتركيا وعندما فشلت أمام يقظة الشعب وتضحيات الجيش والشرطة حاولت ترميم العلاقه مع مصر ولو مؤقتا حتى لا تفقد كل اوراقها في منطقة بالغة الحساسية.

**وما تقييمك لفترة الـ4 سنوات التي قضاها السيسي في الحكم؟
*يجب أن نكون منصفين فالرئيس السيسي تولى السلطة في لحظة بالغة الصعوبة والحساسية كانت مصر مليئة بالأزمات والتناقضات والاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويحسب له أنه واجه الإرهاب ونجح في تثبيت أركان الدولة في مواجهة تهديدات خطيرة من كل جانب وأن يعيد بناء مؤسسات الدولة التي كادت أن تسقط فضلا عن أنه نجح في التواصل مع دول كبرى كروسيا والصين ومد خطوط التواصل مرة أخرى مع القارة الأفريقية، لكن في المقابل اتخذت الدولة في عهده مجموعة من الإجراءات الاقتصادية بالغة القسوة باعتبارها ضرورة تأخر اتخاذها في عهود سابقة وسيكون منها الانطلاق للتنمية لكن الواقع أن هذه الإجراءات أدت إلى تفاقم أزمة المجتمع المصري نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة وانهيار قيمة العملة المصرية بعد التعويم وأصبح الملايين يعيشون ظروفا أشد قسوة وهناك مشروعات رغم أهميتها استهلكت أموالا طائلة كان يمكن تأخيرها والأهم منها هي قضايا الفقر والعشوائيات والتعليم الذي انهار والخدمات المتدنية وشيوع الفساد رغم مكافحتها بين الحين والآخر وبالتالي هناك ملفات عديده تنتظر الرئيس في فترة الرئاسة الثانية لا بد من استكمالها.

**وما توقعاتك لنسبة حضور الناخبين في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
*أتوقع إذا استمر الحال على ما هو عليه الذي أدى إلى إحجام شخصيات مقنعة عن الترشح أن تكون نسبة المشاركة الشعبية متدنية كثيرا عما كانت عليه في السابق، ويكاد يكون أشبه بانتخابات شكلية محسومة الأمر مسبقا وهذا الأمر نتمنى ألا يحدث حتى لا يسيء إلى صورة مصر والرئيس السيسي خارجيا. 

**هل يمكن أن تحدث مفاجآت وينجح مرشح آخر غير الرئيس السيسي؟
*لا أعتقد حدوث أي مفاجآت في الانتخابات الرئاسية القادمة وأتصور أن هذا الأمر أكثر ما يقلق في هذه الانتخابات، والأفضل أن تتم المعركة الانتخابية بصورة نزيهة حتى وإن فاز الرئيس السيسي بنسبة ليست كبيرة ولكنها ستكون مشرفة بدلا من الطريق الذي يدفع البعض في اتجاهه مما يجعل الانتخابات أقرب للاستفتاء.

**وما الاستحقاق السياسي الذي يجب على الرئيس تنفيذه في حالة نجاحه؟
*على المستوى السياسي هناك استحقاقات عديدة أهمها رد الاعتبار لثورة 25 يناير التي تم تشويهها وإلصاق كل نقيصة بها واتهام المشاركين فيها بالعمالة والخيانة العظمى في الصحف ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى ذلك هناك أزمة كبيرة في السياسة وممارستها ناتجة عن وجود تصور لدى البعض بأن الأحزاب السياسية مجرد زوائد دودية لا وجود لها وأن العمل السياسي غير مطلوب في هذه المرحلة وهو أمر بالغ الخطورة لأنه يغلق المناخ العام ويفتح الباب للتطرف والإرهاب وبدلا من الهجوم على الأحزاب والتشهير بها يجب إزالة العقبات التي تعترض طريقها ودعمها سياسيا وماديا ويبقى هنا أزمة العلاقة مع الشباب الذين يشعرون بغربة وأن الدولة أدارت لهم ظهورها وبالتالي أصبحوا يخشون من المستقبل وهم المستقبل لهذا الوطن فلا بد من وضع خطط عملية لرأب الصدع مع هذه الأجيال التي شعرت أن حلمها في التغيير تم إجهاضه.

**وهل تتوقع تحسن في الأوضاع المعيشية للمواطن خلال الـ4 سنوات القادمة في حالة فوز الرئيس السيسي؟
*إذا استمرت السياسات الاقتصادية المتبعة الآن فلا نتوقع أي تحسن في أوضاع الطبقات البسيطة والفقيرة وإنما زيادة معاناتها لسبب بسيط أن استمرار القروض والشروط الخاصة بصندوق النقد والبنك الدولي والدول المانحة يترتب عليها التزامات لا بد للدولة من القيام بها وهي رفع الأسعار وخصخصة الخدمات وتعويم العملة والحد من الدور الخدمي للدولة وتصفية القطاع العام وغيرها من الإجراءات المعروفة ولعل الإعلان عن نية الحكومة رفع أسعار تذاكر المترو والكهرباء والبنزين وأجور النقل وجس نبض رفع أسعار بعض الأدوية كل هذا سيؤدي إلى مضاعفة آلام المصريين والدفع باتجاه الاحتقان الاجتماعي ونتمنى ألا يحدث هذا.

**هل تتوقع حدوث تعديل في الدستور من جانب البرلمان ليستمر الرئيس لفترة ثالثة؟
*المنافقون في البرلمان والإعلام بمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية ستتوجه جهودهم إلى السعي لتغيير النصوص الدستورية التي حددت مدة الرئاسة بمدتين لا أكثر والسعي لجعلها مدد مفتوحة ليس حبا في الرئيس إنما حرصا على استمرار مكاسبهم وخوفا من احتمالات المستقبل وهذا لو حدث ستكون مأساويا ولن يفيد الرئيس السيسي وما يفيده هو الالتزام بالدستور الذي أقسم على حمايته وأصحاب هذه الدعاوى المسمومة أصحاب المصالح. 

**البعض يرى أن البرلمان طوال الـ3 سنوات الماضية كان برلمان الحكومة فهل يستمر على هذا المنوال خلال الـ4 سنوات القادمة؟
*البرلمان الحالي لا يؤخذ على محمل الجد ولو سألنا مواطن عن دورة طوال السنوات الثلاثة الماضية فلن يجد أي شعور بشيء قدمه للمواطن ولن يذكره في المستقبل أحد لأنه برلمان مضاعفة آلام المصريين ومعاناتهم والموافقة المستمرة على كل برامج الحكومة دون مناقشة لها تسبب في العديد من المشكلات لملايين المصريين ووجود برلمان بنفس المواصفات في السنوات القادمة مصيبة.

**البعض يرى أن مصر لا يصلح معها في ظل التهديدات الحالية إلا رئيس ينتمي للمؤسسة العسكرية فهل توافق على هذا الأمر؟
*أولا مصر دولة كبيرة ومحترمة وعريقة في الممارسة الديمقراطية والبرلمانية منذ 1866 وكان يضرب بها المثل في التحضر وبالتالي القضية ليست مدني أو عسكري إنما شروط تتوفر في الرئيس تمنح المواطن حقوقه السياسية والاجتماعية وهناك دول كانت أكثر تخلفا وحققت طفرة في التحول الديمقراطي في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومن العيب أو العار أن نتصور أن مصر أقل من هذه الدول ونحن لدينا جيش عظيم ضحى من أجل البلاد ويؤدي دوره في كل الظروف أي كان الحاكم وبالتالي كل أبناء مصر أوفياء.
الجريدة الرسمية