رئيس التحرير
عصام كامل

المواطن في حكاية الوطن


ملاحظتي الأساسية على وقائع مؤتمر حكاية وطن تتمثل في الطريقة التي يتم بها سرد هذه الحكاية من قبل بعض المسئولين في الحكومة.. هذه الطريقة ليست بسيطة كما ينبغي حتى يفهمها ويَستوعبوها المواطن المعادي غير المتخصص في أمور الاقتصاد.. نعم لقد اهتم هؤلاء المسئولون بشرح الظروف الضرورية والقاهرة التي اقتضت اتخاذ مجموعة من الإجراءات في إطار خطة الإصلاح الاقتصادي، مثل قرار تعويم الجنيه المصري وقرارات تخفيض دعم الطاقة، وبالتالي زيادة أسعار الكهرباء والبنزين والغاز والبوتاجاز والسولار، فضلا عن مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي والنقل الجماعي من مترو وسكك حديدية وأتوبيسات عامة، مع تطبيق قانون القيمة المُضافة..


وحسنا ذلك إلا أنه لا يغني عن الشرح المبسط الذي يفهمه المواطن العادي غير المتخصص في الاقتصاد لما تم تحقيقه وإنجازه على صعيد المشروعات القومية الكبيرة، مثل شبكة الطرق الضخمة، ومشروعات المدن الجديدة والمساكن المخصصة لأبناء الطبقة المتوسطة ومحطات الكهرباء وشبكة النقل الخاصة بها، واكتشافات البترول والغاز، وغيرها التي لولاها لما تمكن الاقتصاد المصري من تجاوز آثار الانكماش والركود وحقق زيادة في معدل النمو مكنت الحكومة من زيادة برامج الحماية الاجتماعية، مثل زيادة معاش تكافل وكرامة والمعاشات العادية، وأيضًا توفير فرص عمل سواء للمصريين الذين فقدوا أعمالهم في بعض الدول العربية التي طالتها الأزمات أو الذين يقفون في طابور لإبطاله منذ سنوات داخل البلاد.

المواطن العادي يحتاج لمن يخاطبه باللغة التي يفهمها، وليس بلغة المتخصصين أو حتى لغة النخبة.. إنه يريد تحديدا أن يسمع من المسئولين كيف سوف تؤدي ما تقوم به الحكومة من إجراءات اقتصادية في تحسين أحواله المعيشية، وكم من الوقت سوف يصبر على ما يتعرض له من ضغوط اقتصادية، أو متى تنفرج أحواله الاقتصادية ويتحسن مستوى معيشته.. وهذا لم يتوفر في كلام المسئولين بالحكومة وهم يخاطبون المواطنين، رغم أن الرئيس السيسي قال في افتتاح المؤتمر إن بطل الإنجاز الحقيقي في حكاية وطن هو المواطن المصري، وطالب الحضور بالوقوف تحية له.
الجريدة الرسمية