رئيس التحرير
عصام كامل

انحطاط أخلاقي.. ونخبة خاملة!


البعض يحمل الحكومة مسئولية ما نحن فيه من تدهور وانحطاط أخلاقي وهذا صحيح في جانب منه، لكنه ليس السبب الوحيد، فالتنوير ليس قرارًا حكوميًا تتخذه الأنظمة بصورة فوقية، بل هو نتاج تفاعل مجتمعي، ونخبة واعية مخلصة في مسعاها بحسبانها طليعة الشعب، وحاضنة كل تجديد فكري وتطور بشرى مثلما فعلت نخبة مصر الحديثة التي بناها محمد علي الكبير وخلفاؤه من بعده..


فوجدنا رفاعة الطهطاوي ذلك الأزهري المستنير الذي قاد البعثة العلمية المصرية إلى فرنسا، وعاد بفكر منفتح وطاقة هائلة وقدرة فذة على الترجمة والحوار وقيادة المجتمع نحو العلم والنهضة.. ولا ننسى ما فعله الإمام محمد عبده تلميذ جمال الدين الأفغاني وكيف طور الدراسة بالأزهر وخلصه من كثير من القيود والمعوقات، وأطلقه على طريق العلمية والرشاد الفكري، ومن بعده جاء قاسم أمين (محرر المرأة) بأفكاره المتحررة ليلقي أحجارًا في المياه الراكدة، حتى وصلنا إلى لطفي السيد أستاذ الجيل وطه حسين وأمين الخولي وغيرهم من صناع النهضة الحديثة وقوة مصر الناعمة التي لا تزال آثارها شاهدة على عظمة هذا الجيل الذي تربى في منظومة تعليمية واجتماعية رشيدة..

فهل تستلهم نخبتنا شحيحة العطاء أفكار عظماء هذا العصر الفتيّ القوى الناهض النابض بالعلم والفكر والحرية والنضج والتطور والحداثة.. هل تعود النخبة (الخاملة) نشطة إلى صفوف الجماهير لتأخذ بيدها إلى حركة التطور ومواكبة العصر وابتعاث الماضي الحضاري.. هل تستيقظ نخبتنا من سباتها العميق لتضخ الحيوية في أوصال مجتمع عشش فيه الكسل والتواكل وسوء الأخلاق؟!
الجريدة الرسمية