رئيس التحرير
عصام كامل

مسئول ملف الكنيسة الإثيوبية بالمجمع المقدس: الشعب الإثيوبي مشوش الفكر ضد مصر بفعل فاعل

فيتو

  • نسعى لتغيير موقف الإثيوبيين العدائي من الشعب المصري
  • رسالتنا للإثيوبيين: «الشعب المصري يحبكم وعاوز يساعدكم»
  • حكومتنا المصرية على علم بكل ما تقوم بها الكنيسة المصرية للشعب الإثيوبي
  • مجدي يعقوب أسس قسما لجراحة القلب في إثيوبيا
يعرف في المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأنه سفير الدبلوماسية الناعمة، واستطاع إدارة أخطر الملفات وهو "الكنائس التي تعرضت للحرق أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة"، وأخمد الكثير من الفتن التي كان من الممكن أن تقود البلاد إلى حرب طاحنة، ونجاحه في هذا الملف جعل البابا تواضروس الثاني يصدق على تكليفه، بملف الكنيسة الإثيوبية أحد الملفات الصعبة التي تعرضت لسرطان تغلل في جسد العلاقة بين الإثيوبيين والمصريين، وهو الأمر الذي كان يتطلب معه يد جراح ماهر تستطيع استئصال جذور المرض دون المساس بالجسد.


إنه الأنبا "بيمن"، أسقف مطرانية الأقباط الأرثوذكس بقوص ونقادة، مقرر لجنة إدارة الأزمات بالكنيسة المصرية، ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لدى الكنيسة الإثيوبية، والذي تحاوره "فيتو".. فإلى نص الحوار:

* ما قصة إسناد ملف الكنيسة الإثيوبية لك.. والدور الذي تلعبه الكنيسة المصرية في إثيوبيا؟
تم إسناد هذا الملف لي من قبل الأنبا باخوميوس أثناء فترة علو الكرسي الباباوي بمسئولية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الإثيوبية، وذلك قبل حدوث أزمة سد النهضة، وبعد تولي البابا تواضروس الثاني الكرسي الباباوي، تم تكليفي رسميًا بتنسيق العلاقات بين الكنيستين الإثيوبية المصرية وبداية مدخلنا في العلاقة مع إثيوبيا كان هو الكنيسة الإثيوبية، فهم محبون لنا ويثقون بنا كثيرًا، ونحن نقدم خدماتنا من خلال العمل بالكنائس، فنحن عندما نحل على إثيوبيا ننزل ضيوفا على مطرانية، ويتم إحضار المرضى إلينا، وبعدها بدأنا نخدم في مستشفيات خاصة، ثم تطورنا إلى المستشفيات العامة، فنحن نقصد من الخدمة ليس أبناء الكنيسة فقط، ولكن جميع أبناء الشعب الإثيوبي كله، والدكتور مجدي يعقوب أسس قسمًا لجراحة القلب في إثيوبيا، ويتولى أمره عدد من الأطباء المتخصصين، ويقوم هو بإجراء عدد من العمليات الجراحية، ونتيجة لهذا العمل وجدت الحكومة الإثيوبية أنه لابد من إنشاء قسم لقسطرة القلب بمستشفيات وزارة الصحة، بمساهمة مصرية أيضًا وتدريب أطباء القلب الإثيوبيين.

* ماذا عن المدارس التي أنشأتها الكنيسة المصرية الأرثوذكسية في إثيوبيا؟
قمنا بإنشاء مدرستين هناك، وهذا كان صعبًا جدًا علينا؛ لأن العمل تطوعي، وكلما يكبر العمل بالمدرسة تزيد الأعباء، خاصة أن المستهدفين النابغين من الفقراء.
وأناشد من خلال "فيتو" رجال الأعمال بتقديم كل المساعدات الصحية والاجتماعية، ولكن الأروع هو تقديم المساعدات التعليمية، من خلال إنشاء جامعة مصرية تبدأ من الصغر إلى المراحل النهائية، فالعائد المادي لهذا المشروع ليس سريعا، ولذا فإن أي رجل أعمال يسعى لتنفيذ مثل هذا المشروع، يجب أن يكون لديه دافع وطني، وهذا لا يمنع أنه سوف يحصل على أضعاف أمواله، خاصة إذا بدأ العمل بشكل صحيح.

* ماذا عن آليات الحشد التي تمت ضد الشعبين الإثيوبي والمصري؟
الإعلام المصري تناول القضية بشكل فيه نوع من المبالغة، وغالت بعض وسائل الإعلام في التقليل من شأن الدولة الإثيوبية، وكانت هناك نبرات تعالٍ، وكان لهذا ردود أفعال سيئة، وانتشرت بعض الصور الخاطئة عن أن الشعب المصري يرفض أن نستفيد من المياه، ويلقي بها في البحر المتوسط، فضلًا عن لقطات إهمال الشعب المصري للمياه، والمياه تخرج من أرضنا إليهم، ونحن لا نستفيد منها كشعب إثيوبيا، ونحن لن نقطع عنهم المياه بل إننا نسعى إلى توليد الكهرباء من المياه التي سوف تصل إليهم، وتم وضع الشعب المصري- للأسف- في دور العدو الذي يستهدف حياة الفقير في إثيوبيا.

وحاولنا علاج هذا بالخدمات التي نقدمها للشعب الإثيوبي ولكن للأسف العلاقة تتأثر بمجرد نشر موضوع صحفي، ويتم إعادة شريط العداوة مرة أخرى، وبدأنا نعمل دون فتح سيرة سد النهضة نهائيًا، ولكن عندما وجد الشعب الإثيوبي الخدمات، ورئيس الدولة شاهد ما يقدم، بدأت تكون هناك مقابلات رسمية من رئيس الدولة ورئيس الوزراء والصحة، وهناك قطاع عريض من المسئولين نحن نتعامل معهم، وهناك خط مع المسئولين خاصة الذين يلجأون لنا في العلاج بمصر، ونتكفل بالعلاج كاملًا لهم والإقامة وغيرها، وذلك حتى يعود بانطباع جيد عن الشعب المصري، وتوصيل رسالة هي: "الشعب المصري يحبكم وعاوز يساعدكم"؛ لتغيير ما لديهم من أفكار بعداوة الشعب المصري لهم.

* وماذا عن الشعب الإثيوبي؟
الإثيوبيون يتعاملون مع جميع الناس بشك، حتى أنا، ولكنهم يصدقون الرئيس عبدالفتاح السيسي جدًا؛ لأنه تحدث معهم بصدق، وعندما تحدث إليهم في مجلس النواب، قال لهم: وصلوا للشعب الإثيوبي أننا نحبهم.. وعاوزين نساعدهم، ويهمنا التنمية، وذكر لهم كلمة رائعة: "المياه بالنسبة لكم تنمية ولكنها بالنسبة لنا حياة"، وداعبهم قائلًا: "عموما لو قطعتم عنا المية هنجيب الــ90 مليون مصري ونيجي عندكم"، وقوبل هذا بتصفيق حار منهم، وفهموا رسالة الرئيس بصدق وأمانة دون أي تجريح".

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو".
الجريدة الرسمية