رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد حمامة يكتب: رسالة إلى ابنتي

فيتو

نشرت مجلة "الكواكب" في عام 1960 رسالة من (أحمد حمامة)، والد الفنانة فاتن حمامة، بعنوان (رسالة إلى ابنتي) يحكي فيه قصة عمل ابنته في المجال السينمائي، وكيف اكتشفها المخرج محمد كريم قال فيها:


"فاتن حمامة كانت في طفولتها ذات ذكاء كبير، وعيناها كانتا تنطقان بهذا الذكاء لدرجة أنها كانت أذكى طفلة في العائلة، وكانت والدتها تخشى عليها دائمًا من الحسد، وعندما كبرت وأصبحت في السادسة من عمرها كانت موضع حب سيدات الأسرة؛ لخلقها وخجلها وذكائها.

وكانت عندما تذهب إلى السينما مع إحدى سيدات الأسرة كانت تعود وتحكى لى مشاهد الفيلم مشهدًا مشهدًا بتسلسل عجيب.. لكنها كانت تسأل في كل مشهد ده ليه.. ده إزاي؟ إنها كانت ناقدة بفطرتها.

وكانت فاتن لا تمل من مشاهدة الأفلام، بل كانت تدخل السينما أحيانًا في حفلين متعاقبين لتعود أكثر نشاطًا وتفتحًا.. ورغم ذلك كانت تحب مذاكرة دروسها، وبعد المذاكرة كانت تقلد الأفلام لدرجة أن من يشاهدها كان يقول إحنا في السينما ولا إيه؟

وقتها عرفت أن مكان فاتن في السينما ومستقبلها فيها وقررت تقديمها إلى السينما، وكانت مجلة الاثنين وقتها أجرت مسابقة لاختيار أجمل طفلة فتقدمت بصورة فاتن وهي ترتدي ثياب الهلال الأحمر، ففازت بلقب أجمل طفلة، وطلب مني المخرج محمد كريم لقائي أنا وفاتن، وأعجب بها كطفلة، وفى اليوم التالى أجرى لها اختبارًا ونجحت فيه.

بعدها بأيام أرسل محمد كريم لي خطابًا على عنوان سكن كنت قد تركته إلى سكن آخر فلم يصلني الخطاب، وحدث أن جاء كريم إلى المنصورة ولما علمت بذلك ذهبت إلى حيث يقيم لأزوره، وما كاد يراني حتى صاح انت فين ياراجل دوختنى عليك.

اتفقنا على اللقاء في القاهرة لتوقيع عقد فيلم "يوم سعيد"، وكان دور الطفلة صغيرًا جدًا في الفيلم، لكن من شدة إعجاب محمد كريم بفاتن أطال في دورها وأصبح دورًا بارزًا ونجحت فيه ونال إعجاب الجميع خاصة الموسيقار محمد عبد الوهاب".
الجريدة الرسمية