رئيس التحرير
عصام كامل

محمد يعيش مأساة طفولته الأغرب في كفر الشيخ.. أمه ترفضه وتؤكد: والده «مش عايزه».. ومحكمة الأسرة تنذر الأب.. الطفل باكيا: «ماذا أفعل وليس أمامي إلا الشارع» (فيديو وصور)

فيتو

شهدت محكمة الأسرة بكفر الشيخ، واقعة مأساوية هي الأولى من نوعها تمثلت في رفع "رضا على عياد"، دعوى قضائية على طليقها "إبراهيم عقل إسماعيل"، تطالبه باستلام ابنهما (محمد) البالغ من العمر 15 عامًا، بسبب رفض زوجها الثانى أن يقيم طفلها معها في المنزل، وكانت المفاجأة في رفض والد الطفل أيضًا استلام ابنه بالرغم من إنذار المحكمة له.


طلقني وأنا حامل
تقول والدة محمد لـ"فيتو": إن زوجى طلقني وأنا حامل في محمد، وتزوج من أخرى ولم ينفق عليه جنيهًا واحدًا طوال 15 عامًا، وتزوجت من رجل آخر يرفض أن يقيم ابنى معى، لأنه لديه ابن من زوجته الأولى يعيش معنا وقاللى: أنا هربى ابنى واللا ابن الغريب؟.

اضطررت إلى رفع دعوى قضائية على والد محمد ليستلم ابنه، بعد أن أصبح عمره 15 عامًا، ولا أريده أن يعيش معى، ووالده يرفض استلامه، وكلما ذهب (محمد) له ضربه وطرده من المنزل، وأناشد المسئولين بأن أجد مؤسسة أو أي مكان يقبل ابنى ليعيش فيها بدلًا من الشارع.

القضية الأغرب
وأوضح، أحمد العطار، المحامي، أن هذه القضية هي الأغرب من نوعها في تاريخ محكمة الأسرة، هو ما جعل القاضي في موقف صعب خلال جلسة المحكمة اليوم، وهو ينظر مندهشًا إلى الأم التي ترفض بقاء ابنها في أحضانها، وتريد أن تلقى به في الشارع من أجل زوجها الثانى.

فالمعتاد أن الأم هي من تحاول وتجاهد من أجل وجود أبنائها في أحضانها، وهذه الحالة يرفض كل من الأم والأب أن يبقى ابنهم معهم، حيث رفعت الأم الدعوى القضائية رقم 1931 \5 \7 على طليقها لاستلام ابنه، بعد بلوغه السن القانونية لحضانة الأم وهو 15 عامًا، ولكن والده رفض الاستلام، وأرسلت له المحكمة إنذارًا أكثر من مرة دون جدوى، ولا نعرف ما مصير محمد ولا أين سيذهب؟ فوالده يطرده في الشارع ووالدته لا تريده معها، ومحمد لم يعد أمامه سوى الشارع، ليصبح متسولًا أو مجرمًا أو فريسة سهلة لتجار الأعضاء البشرية، وأناشد أي مؤسسة التدخل وإنقاذ محمد من هؤلاء الأبوين الذين انعدمت الإنسانية لديهما.

وأضافت، جدة محمد لأمه: إنني بلغت التسعين من العمر وصحتى لم تعد تقوى على خدمة حفيدي، وأيضًا الزوج الثانى لابنتي يرفض وجود محمد وأبوه أولى به.

وبجوار بوابة المحكمة، وجدنا محمدا واقفًا لم يتمالك دموعه أمامنا، فماذا بعد رفض أقرب الناس له وجوده معهم؟ ماذا بعد رفض أبيه وأمه له؟.

محروم من كل شيء
ويروى محمد مأساته لـ "فيتو" قائلا: لقد حرمت من التعليم ومن كل شيء ولا أطلب شيئا في هذه الدنيا سوى أن أعيش مع أبى أو أمى، ولن أفعل  أي شيء يغضبهما أبدًا، ولا أريد أن أعيش في الشارع، ولكن والدتي تزوجت رجل لا يريدنى، ووالدى هو أيضًا تزوج امرأة أخرى لا تريدنى وكلما ذهبت لأبي أجد عمي يضربني ويطردني من منزل والدي.

وأكمل، محمد، حديثه باكيًا، لم أعد أعلم شيئا وأنا خايف من بكرة أنا خايف ولا أتوقف عن البكاء ليل أو نهار، وأريد أن يساعدنى أي شخص لإنهاء مأساتى التي دامت 15 عاما.
الجريدة الرسمية