رئيس التحرير
عصام كامل

أهالي البدرشين يجمعون أشلاء جثث متناثرة على قضبان السكة الحديد (فيديو)

فيتو

«فتحة الموت» اسم أطلقه أهالي منطقة البدرشين بالجيزة على فتحة صنعوها داخل سور السكة الحديد للمرور إلى الجهة الأخرى، فكانت النتيجة مصرع العديد من الأهالي نتيجة تلك الفتحة آخرها شاب عشريني يدعى "محمود. م. ع. أ"، أمس الأول الأحد، من محافظة المنوفية كان في زيارة لصديقه، وأسرع الأهالي لجمع أشلائه من على القضبان.


ورصدت "فيتو" انتشار بقايا قطع متناثرة من جثة الشاب على القضبان، وحينما وجد الأهالي تجاهل فرد أمن المركز للواقعة وعدم تحرير محضر بها، أو استدعاء سيارة إسعاف للتعامل مع الجثة، دخل الأهالي من "فتحة الموت"، وبدءوا في ممارسة ما اعتادوا عليه، وهو تجميع أشلاء الجثة من كل مكان في أكياس بلاستيكية مغطاة بقطعة من الملابس.

وقال أحد المتطوعين في جمع الأشلاء المتناثرة: "إحنا كل يوم في الموال ده ومحدش بيعبرنا دايما، وإحنا اللى بنلم الجثث دي على طول لوجه الله تعالى، وبعض الأهالي يقومون بالتواصل مع أهالي المتوفى لإخبارهم بالواقعة".

قصة «فتحة الموت» بدأت منذ إنشاء كوبرى البدرشين في عام 2014، ووجد الأهالي صعوبة في التنقل داخل مركز البدرشين مشيا على الأقدام، ومن هنا أنشئوا الفتحة على قضبان السكك الحديد للمرور إلى الجهة الأخرى.

وقال "عم جمال"، من أهالي منطقة البدرشين: "فكرة الكوبرى دى أصلًا غلط من البداية والمشاية دى كمان بتتعب لوحدها خاصه كبار السن واللى عنده مشكله في رجله بالأخص.. أنا لو عايز أتنقل إلى الجهة الأخرى أركب توك توك بـ3 جنيه، يرضى مين ده بقى؟ وعشان كدة عملنا فتحة في السور نعدي منها".

ومع كثرة وقوع ضحايا نتيجة "فتحة الموت" بدأت الاستغاثة من قبل الأهالي لنواب البرلمان التابعين لهم، ولكن الحل لم ينل رضا الأهالي وهو غلق فتحة السور، وكانت النتيجة معاودة الأهالي فتحها مرة أخرى ليكون مصير كل من يتخطى تلك الفتحة هو الموت.

وقال "عماد"، شاب من أهالي المنطقة: "إحنا بنتصل ونبلغ عن الميت ومحدش بيعبرنا وييجى يلم الجثة سواء من المركز أو من المستشفى وعشان كدة إحنا بنلمها بنفسنا".

وأضاف، بعد انتهائه من تجميع أشلاء آخر ضحايا فتحة الموت: "وائل شخص آخر من أهالي المنطقة شاركت في لم قطعه المتناثرة على جميع أنحاء القضبان عندما لم نجد استجابة من أي جهات حكومية ولا أحد حتى بيساعد معانا غير أهالي المنطقة أنفسهم وكمان إحنا في الموضوع ده بقالنا كتير واتعودنا".

من جانبه، قال بكر أبو غريب عضو مجلس النواب عن دائرة البدرشين، أنه لم يقصر في إثارة ذلك الموضوع مع جميع الجهات المختصة بالدولة، موضحا أن قلبه ينفطر بعد سماع كل خبر عن تعرض أحد أبناء وبنات دائرته للموت نتيجة هذه الفتحة، وتأخر المسئولين في وقف نزيف الموت لأبناء دائرته.

وأكد أنه أرسل العديد من الخطابات إلى محافظ الجيزة الأسبق الدكتور على عبد الرحمن، وإلى محافظ الجيزة الحالى اللواء محمد كمال الدالى، عما يحدث لأبناء دائرته من موت دائم، وناشدهم بوقف ذلك، والبحث لإيجاد حل يرضي ويناسب الجميع.

الجريدة الرسمية