رئيس التحرير
عصام كامل

حالة مصرية بامتياز!


"إذا أراد الله بقوم شرًا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل".. أيًا ما يكون تصنيف هذا الحديث الشريف.. فإنه يلخص بعمق وواقعية حالة مصرية بامتياز.. حيث شهدت السنوات الأخيرة انفلاتًا في كل شيء.. في الأمن والاقتصاد.. والإعلام وحتى التعليم الذي وقع بين مطرقة التسريب والغش من ناحية، وضعف مستوى المعلم والمناهج والمنتج النهائي من ناحية أخرى.. تحولت حياتنا إلى سجال وجدال وسفسطة وانقسام واستقطاب حاد..


فهذا وطنيٌ شريف.. وذاك عميل مأجور.. هذا لص.. وذاك أمين مؤتمن.. ترك الناس الإنتاج والعمل والجهد والعرق والتجويد والتطوير.. والتفتوا إلى جني المكاسب والأرباح والحوافز والمكافآت دون عمل حقيقي أو إنجاز يذكر!!

تحول المجتمع إلى بيئة خصبة لتداول الشائعات وتصديقها والتصرف وفقًا لها، فإذا أراد تجار السوء والمحتكرون رفع سعر سلعة ما بثوا شائعاتهم المسمومة بغلو هذه السلعة فإذا بها تختفي بين عشية وضحاها من الأسواق.. وإذا بسعرها يصيبه السعار والجنون.. فترتفع أسعارها بالفعل.. وإلى أن تبادر الحكومة بإجراءات مضادة تكون جيوب المواطنين البسطاء قد خربت.. فهم في الأغلب ضحايا تلاعب كبار الحيتان.

ترك الناس العمل والعلم وانساقوا وراء الشعوذة والخرافة والأرقام المدفوعة في هذا الشأن بمليارات الجنيهات سنويًا.. ناهيك عن تسلل الأفكار المتطرفة إلى عقول بعض أبنائنا في غيبة المناعة الفكرية والعلمية وشيوع الأفكار الرجعية التي تخاصم العقل والتنوير والتقدم والاجتهاد والوسطية وسماحة الدين!!
الجريدة الرسمية