رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف إدريس يكتب: سوا.. سوا

 يوسف ادريس
يوسف ادريس

في كتابه «الإرادة» كتب الأديب الدكتور يوسف إدريس، مقالا ينتقد فيه أسلوب تمرير القوانين في البرلمان يقول فيه: «في مجلس الشعب صورة طيبة لتآخي السلطتين التشريعية والتنفيذية فالقوانين المهمة والمؤثرة في حياة الملايين (ضريبة المبيعات مثلا) يتم تمريرها بسرعة، حتى إن الموافقة عليه تتم بسرعة أيضا».


ومن صور التآخي بين السلطتين قرار الحكومة بزيادة مكافأة رؤساء لجان المجلس 50% وموافقة المجلس على زيادة الدمغة 50%.

وليس معنى تمرير القوانين أن المجلس يتهاون في حق الشعب، فهناك قوانين يستغرق نظرها أياما لأهميتها الكبرى مثل قانون تحسين نسل البقر.

وفي القانون الدستوري ثلاثة نظم في فصل السلطات: النظام المجلسي والنظام الرئاسي والنظام البرلماني الذي يحرص على التوازن بين السلطتين.

لكننا ابتدعنا نظاما رابعا هو 50% و50% فيتم عرض القوانين المهمة آخر الليل بينما نصف الأعضاء من أهل الفهم غاضب ولا وجود له، والنصف الآخر حاضر ولا فهم له.

ولعل هذا التآخي بين السلطتين يتطور إلى ما حدث في إسبرطة القديمة إذ كان الوزراء والسناتورات أي النواب يتبادلون المراكز كل شهر.. ففي شهر النواب في كراسي الحكم وزراء، وفي شهر آخر الوزراء في مقاعد مجلس النواب.

فاستراح النواب بذلك من جمع توقيعات الوزراء، واستراح الوزراء في تمرير القوانين، واعترضت هذا النظام مشكلة وهي أن وظيفة الساعي الحكومي في إسبرطة كانت تتطلب مؤهلا دراسيا بينما لا يشترط القانون أي مؤهل لوصول النائب إلى مقعد المجلس.

وقد تم حل هذه المشكلة بصدور قانون من مجلس الشعب الإسبرطي أن يكون 50% من مجلس الوزراء عمالا وفلاحين.
الجريدة الرسمية