رئيس التحرير
عصام كامل

معركة التل الكبير.. فدائيون قدموا حياتهم في مقاومة الإنجليز

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ذكــريات أيام خالدة استرجعتها ذكرى معركة التل الكبير التي وقعت في الثالث عشر من يناير لعام 1952 وكأن القدر شاء أن تلعب "قرية التل الكبير" دورا كبيرا في حياة مصر عندما نسف الفدائيون خط سكك حديد قطار محمل بالجنود والذخيرة قادم من الإسماعيلية إلى محطة التل الكبير تمهيدا لدخوله لمعسكرات الإنجليز في التل الكبير.


يعتبر يوم 13 يناير من كل عام هو العيد القومي لمدينة التل الكبير حيث شهد المركز يومي 12-13 يناير سنة 1952 معركة من أكبر المعارك التي دارت بين الفدائيين والقوات البريطانية التي خرجت عن مفهوم حرب العصابات بل تحولت إلى ساحة قتال حقيقية واشترك فيها فصائل من طلبة جامعة القاهرة ومجموعة من الضباط الأحرار ومتطوعين من أهالي التل الكبير.

وبدأت المعركة بدخول قطار محمل بالجنود والذخيرة من محطة التل الكبير قادمًا من الإسماعيلية تمهيدًا لدخوله إلى منطقة المعسكرات الإنجليزية بالتل الكبير وعلى الخط الفرعي الذي وصل بين محطة التل الكبير ومنطقة المعسكرات كان الفدائيون قد أعدو كمينًا لاصطياد هذا القطار بمن فيه وتم نسف الخط الحديدي لحظة مرور القطار وبدأت عملية الهجوم على القطار وحاول الإنجليز إنقاذ القوات المحصورة بالقطار فدفعوا بتعزيزات من القوات المدرعة واستمر القتال حتى حلول الظلام وانسحب الفدائيون إلى داخل التل الكبير كما قاموا بفتح كوبري التل الكبير لمنع الإنجليز من عبوره بقواتهم المدرعة.

وفي الصباح بدأ الهجوم على التل الكبير ومحاولة اقتحام الكوبري إلا أنهم فشلوا وبعد الخسائر الجسيمة التي منيت بها القوات البريطانية تراجعوا إلى معسكراتهم الكائنة بمعسكر عزت شرف الموجود حاليًا شرق مدينة التل الكبير.

واستشهد في هذه المعركة سبعة من الفدائيين منهم "أحمد المنيسي، عمر شاهين، عبد الحميد عبد الله" وهم من طلبة جامعة الأزهر، كما أسر سبعة من الفدائيين قام الإنجليز بتعذيبهم ثم قتلهم وعلقت جريدة التايمز الإنجليزية على المعركة، أن معظم الضباط الإنجليز الذين اشتركوا في القتال متفقون على أن المصريين حاربوا ببسالة وأن الكثير منهم يصيبون الأهداف بإحكام وكان من الشجاعة النادرة أن يتصدى هؤلاء المصريون لثلاث مجموعات من قوات المشاة الإنجليزية التي تعتبر من خيرة القوات التي تؤيدها الدبابات.

ووصلت قوة العدو إلى كتيبة كاملة تؤازرها خمس دبابات وعدد من السيارات المصفَّحة، وبعد ساعات تمكن الإنجليز من محاصرة البلدة والمزارع المجاورة، ورغم أن الحصار قد ضاق على الشباب، واتضح أن لا نجاةَ لهم إلا بالتسليم، إلا أنهم استمروا في إطلاق النار واصطياد جنود العدو، حتى نَفِدت ذخيرتُهم تمامًا، واستُشهِد عددٌ منهم، ووقع الباقون في الأسر.
الجريدة الرسمية