رئيس التحرير
عصام كامل

بائعون بسور الأزبكية لوزيرة الثقافة: «لطفا بشمعة تحترق لتنير العقول»

فيتو

أيام قليلة تفصلنا عن بداية معرض القاهرة الدولي للكتاب، ذلك الحدث الثقافي الضخم، الذي ينتظره آلاف الشباب كل عام، ومن أكثر ما يميز معرض الكتاب في السنوات الماضية؛ وجود جناح سور الأزبكية، ذلك المكان الذي ما إن تدخل فيه بمائة جنيه حتى تخرج بعدة كتب قد تتجاوز العشرة كتب، فالكتب القديمة المستعملة القيمة توجد في كل ركن من جناح سور الأزبكية منتظرةً من يأتي ويشتريها.


ولكن هذا العام حدثت مناوشات كادت أن تُخرِج سور الأزبكية من المعرض، حيث تقرر زيادة سعر الحجز من خمسة آلاف وخمسمائة جنيه، إلى أحد عشر ألف جنيه، تلك الزيادة المهولة غير المبررة، سببت المشكلات للكثير من البائعين.

"فيتو" تحدثت مع "حربي حسن محسب"، أحد أقدم بائعي الكتب بسور الأزبكية؛ ليكشف لنا ما جرى في هذه المفاوضات وهل سيشارك سور الأزبكية في معرض الكتاب أم لا؟ وما أسفرت عنه هذه المفاوضات، كما وجه رسالة إلى وزيرة الثقافة الجديدة إيناس عبد الدايم لتنظر إلى سور الأزبكية بعين الرأفة، وتنقذ مصير 260 أسرة، مهددة بالضياع، لو حدث أن انتهى سور الأزبكية.

وقال "عم حربي" كما يناديه كل بائعي الكتب بسور الأزبكية، إنه وبعض أصحاب المكتبات في السور، قاموا بمفاوضات كثيرة لتخفيض سعر حجز الجناح في معرض الكتاب من أحد عشر ألفا إلى ثمانية آلاف وخمسمائة جنيه، وأكد أن هذه الزيادة البالغة أربعة آلاف جنيه، أتت لتبعد سور الأزبكية عن معرض الكتاب، فاتحاد الناشرين لا يريد وجود السور في المعرض على حد قوله، وهذا ما جعلهم يفعلون كل ما بوسعهم ليستبعدوا بائعي سور الأزبكية من معرض الكتاب.

وأشار "عم حربي" إلى أن المعرض به هذا العام جناح للكتب المخفضة لاتحاد الناشرين ويبلغ سعر الإيجار به ثلاثة آلاف جنيه لدار النشر، وتساءل معترضًا: "هي دي تمن الحجز العادية وهما جايين علينا عشان إحنا غلابة؟ لا دا إية بالظبط؟" كما طالب أن يتساوى بائعو السور بهم أو العكس؛ لأن هذا الوضع يمثل إجحافًا وظلمًا لسور الأزبكية"، على حد تعبيره.

وعن كيفية تعويض البائعين خسارتهم لكل هذا الفرق في الثمن، جاء رد أقدم بائع كتب كالتالي: "إحنا مش رايحين المعرض عشان نخسر، لما الإدارة تزود المصاريف علينا إحنا مضطرين نغلي ثمن الكتب، ودي أصلا اللعبة اللي بتتم من خلال اتحاد الناشرين والهيئة العامة للكتاب عشان احنا نغلي الكتب بتاعتنا وميكونش علينا إقبال"، وأكد عم حربي إلى أنهم في سور الأزبكية يشعرون بالأسى لفقدانهم جزء من جمهورهم بهذا الغلاء، إذ أشار قائلًا: "المثقف المصري غلبان وبييجي المعرض علينا، ويا رب الناس متزعلش مننا لو لقونا غلينا الكتب شوية".

وأضاف: "كل المكتبات التي تشارك في المعرض كل عام ستشارك به هذا العام أيضا رغم زيادة الأسعار، وأرجع ذلك إلى أن الباعة يشترون الكتب المستعملة طوال العام لكي يبيعوها في المعرض، فإن لم يذهبوا للمعرض فسوف تكون الخسارة كبيرة، وستتجمد أموالهم في الكتب التي قل المشترون لها بعد غلاء الأسعار وتعويم الجنيه، حيث أصبحت الأموال تُنفق على الأهم فالمهم، والكتب ليست في قائمة الأهم بالطبع.

كما أشار كبير الباعة في سور الأزبكية إلى أن الحرب ضد السور ليست وليدة هذه السنة، وإنما كانت مع دخول المعرض لأول مرة منذ عشرين عاما، إذ يقول: "إبراهيم المعلم قال لسمير سرحان لما جه يدخلنا المعرض أول مرة، ده معرض كتاب مش سويقة عشان سور الأزبكية يكون موجود، فرد عليه سمير سرحان الله يرحمه، السور ده هيبقى فسوخة المعرض"، وبعدما ترحم عم حربي مرات عديدة على سمير سرحان الرئيس السابق للهيئة المصرية العامة للكتاب، أكد أن بائعي سور الأزبكية ليسوا مجرمين أو بلطجية ليُعاملوا هذه المعاملة القاسية، وإنهم يعملون في الكتب قبل أن يولد من يحاربونهم الآن".

وقال عم حربي إن وزراء الثقافة لم يعيروا هذا المكان الثقافي أية أهمية وأن وزير الثقافة السابق حلمي النمنم كان "زبونا" دائما في سور الأزبكية، إلا أنه بعد أن أصبح وزيرًا لم يلتفت إليه.

وفي نهاية حديثه، وجه رسالة إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة الجديدة، قائلا فيها: "لطفا بسور الأزبكية؛ لأنه "شمعة تحترق لتنير عقول الآخرين، سور الأزبكية يعتبر منارة الثقافة الشعبية، على مستوى العالم العربي، فيا ريت نظرة لسور الأزبكية".
الجريدة الرسمية