رئيس التحرير
عصام كامل

محمد طلعت يكتب: هل هنأتني بعيد مولدي

محمد طلعت
محمد طلعت

أمنيات وتهاني، أحلام ودعوات، منشورات ومكالمات، تلك كانت حياتي خلال الساعات الماضية، حيث أصدقائي يهنئونني بعيد مولدي الـ31، متمنين لي دوام الصحة والعافية وطول العمر وتحقيق أحلامي وطموحاتي.


اختزل البعض الكلمات التي شعرت بصدقها، واكتفى الآخر بكتابة روتينية لتأدية واجبه، وتمنى آخرون لي الخير، وطالبني البعض بالتحدث عن أمنياتي، وفى وسط ذلك الزخم الشديد والعظيم الذي يجول حوله الحب الغامر من الجميع توقف عقلى للحظات يسأل فيها عن 30 عامًا مضت وعام آخر قادم.

ولدت في مدينة إسنا – محافظة قنا سابقًا، والأقصر حاليًا، لأبوين مصريين، وعشت طفولة كانت كلها «دلع»، ولا أنكر أن ذلك الدلع الزائد «أفسدني»، قبل أن تتغلب تربيتي القوية وأصلي الطيب على ذلك الدلع وتعود بي للطريق الصحيح كما أرى، وكونت شخصيتي بشكل غريب لا يرتضيه أحد، فلا يعلم البعض أن شخصيتي تتوجه دومًا فقط مع الحق، ولكنها تقف مكتوفة الأيدي في حالة الإحراج.

تعلمت خلال 30 عامًا مضت، أن الحق أحق أن يتبع، وألا أسكت عنه، وأحارب كل ظلم وقع عليّ، مهما كلف الأمر، وأن الموت أهون عليّ من أن أترك شخصًا يظلمني، أو يجور على حق من حقوقي، وأيقنت أن الظلم والظالم جبناء لا يستطيعون مواجهة الحق، وسعيت دومًا أن أكون بين جناحي العدل والرحمة، وأن صوتى يعلو ليهز جدران الحياة.

وفى آخر ثمانية أعوام مضت، كانت الحياة تنقسم دومًا دون مبرر، وبها وجدت الخير والشر، الحب والكراهية، العدل والظلم، القوة والضعف، ولكن في وسط تلك السنوات القاسية وما أصابني بها تعرفت على العشرات من الأصدقاء سواء كانوا على خير أو نحسبهم على خير، ولكننى التزمت بمبدأ دائم أن السيئ لن أراه كذلك حتى يثبت لي بتصرفاته أنه على شاكلته.

كل الحمد والشكر إلى الله أنني لم يكن لدى أصدقاء سوء كثيرًا، فوالله كنت أعلم من معاملتي لهم أنهم لن يستمروا ولذلك كنت أتجنبهم، فلم يصبحوا أصدقاء ولم يستطيعوا أن يخدعوني، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

وفى تلك المرحلة الجديدة من حياتي، لا أنسى أن أشكر كل من تحملنا وساعد على تقويتنا وقت الضعف وكان السند وقت الشدة، ولكي لا أنسى أحدًا فأحب أن أشكر جميع الأصدقاء وأختص بالشكر من استمروا على الوعد والدعم خلال السنوات الماضية دومًا وأبدًا، هؤلاء الذين إذا ذكرتهم بالاسم حزنوا، وإن أشرت إلى أنني ممنون لهم سخروا.

يمضى الزمان وتنقضى الأعمار.. ويمر عام والحياة تدار

هي لحظة والعمر رحلة عابرة.. وتحيطه فوق سمائنا الأقدار

كم من نجوم قد تلألأ ضوؤها.. ومضى المساء وكم تلاه نهار

كم من ظلام قد تسرب حولنا.. ومحته من أرواحنا الأقدار

الجريدة الرسمية