رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

جمال عبد الناصر و100 سنة حياة!


أن تقرأ أكثر تعرف أكثر وأن تعرف أكثر تفهم أكثر وأن تفهم أكثر سيختلف تقييمك للأشخاص وللأحداث عن غيرك ممن لم يقرأوا، وبالتالي لم يعرفوا، وبالتالي لم يفهموا، وبالتالي فتقييمهم كله مشكوك فيه..


لذا.. هل تريد أن تعرف عظمة هذا الرجل؟ هذا الرجل هو الوحيد في بلادنا الذي يهاجمونه بالباطل منذ 45 عامًا كاملة، من فوق منابر مساجد وزوايا الإخوان وحلفاء الإخوان، ومن مؤتمرات جماهيرية وندوات تثقيفية، ومن كتاب السلطة تزلفًا لحكام أسعدهم الهجوم على الرجل الأكثر شعبية حتى وهو في قبره..

45 عامًا يصدرون ضده مئات الكتب وعشرات الصحف والمجلات وآلاف المقالات ويعبئون شرائط الكاسيت وينسجون القصص المريضة من عقول مريضة على ألسنة مريضة.. 45 عامًا ويفبركون الروايات ويزيفون الوثائق ويؤلفون القصص التي لا أثر لها ولا ظل من حقيقة.. 45 عاما كاملة ودول قريبة وأخرى بعيدة تجند وتمول من يهدم سيرة ويخدش مسيرة ويشوه صورة هذا الرجل..

45 عامًا وولد من بعد رحيله أجيال وأجيال تربوا وكبروا بعده وكنا منهم.. ورغم كل ذلك ومع كل محاولات شيطنته وشيطنة عهده فإنه الباقي الخالد في ضمير الأغلبية الكاسحة من شعبه ومن الشعب العربي كله، وعند أحرار العالم شرقه وغربه.. عند مانديلا كما عند شافيز.. وعند عشاقه في موريتانيا كما عند محبيه في البحرين.. وما بينهما!

ما سر هذا الرجل إذن؟ هل السماء تدافع عنه؟ حملة بعد باشاوات عصر الاحتلال في حملة مضحكة مسئولية غياب بعض أنواع الأسماك بسبب السد العالي فكان الجفاف الكبير في الثمانينيات ليخرس الألسنة الطويلة.. اتهموه أنه أنفق أموال مصر في أفريقيا كذبًا وزورًا فجاء وقت الندم على مجدنا الغابر في قارتنا السمراء.. اتهموه بإهدار احتياطي الذهب فخرج رئيس سابق للبنك المركزي تولى مهامه بعد رحيل عبد الناصر بسنوات ينفي ويفند.. ثم كان القصاص الإلهي العظيم من أم الشرور.. والذي جعلها الله سبحانه عبرة لمن يعتبر فيقتص رب العالمين من الإخوان وبما لا يتخيله أحد وبما لم يحسب حسابه أحد!

تاريخ عبدالناصر الذي تم تزييفه وتم تشويه ما أنجزه وهو عظيم وكبير وبما يعجز أي مقال حتى على مجرد المرور العابر عليها سيكتبه أبناؤه وأحفاده من جديد.. انتهى احتكار الإعلام والمعرفة ولم تعد تملكه أم الشرور وذهبت السلطة التي تحالفت معها ضده، ونقف أمام جيل جديد قادر أن يكتب تاريخه الصحيح لأنه سيقرأه بعيونه وليس عيون من أطاح ناصر أحلامهم، ولا ممن أخذ منهم بالحق ليعطي الفقراء بالحق، ولا بعيون الفاشلين ممن سقطوا في الطريق، ولا بعيون أقلام من يكتبون بحبر مخابرات أجنبية!

رحمة الله على جمال عبد الناصر.. شهد له الناس بالحب الجارف فكان وداعه الأعظم في التاريخ بينما سبقت البشرى بأن رضا الناس من رضا الله العزيز الحكيم..

والحديث متواصل بإذن الله عن قائد ثورة بلادنا.. الحي في ضمير أمته وشعبه.. شاء من شاء وأبى من أبى!
Advertisements
الجريدة الرسمية