رئيس التحرير
عصام كامل

أخلاقنا في خطر.. والثقافة في أزمة!


الحق أقول.. إن كثيرا من أزماتنا الحالية مرجعها غياب الحب والصدق والضمير، وحضور الأنانية والبغضاء والكذب وسوء الأخلاق.. أخلاقنا في أزمة وأزمة أجيالنا الجديدة أشد تعقيدا، وإذا أردتَ الدليل على ما أقول فانظر إلى سلوكيات طلابنا في المدارس والجامعات، وكيف يغلفها العنف، وتبطنها السطحية والتفاهة بسبب غياب القدوة الحسنة والغايات الكبرى والنماذج المبهرة علما وخلقا وتاريخًا، الثقافة في أزمة، ولا نبالغ إذا قلنا إن سلوكيات المواطن في الشارع والمواصلات والنوادي والمقاهي والأسواق هي نتاج ثقافة مشوهة خلقيا، القبح صار ثقافة غالبة يستوي فيه الفقراء والأغنياء..


فإلقاء القمامة في الشوارع رغم وجود أماكن وصناديق لجمعها جزء من هذا القبح، وترك أعمدة النور مضاءة في عز الظهر والتزاحم على الطرق وكسر إشارات المرور، واعتبار الرشوة إكرامية واجبة الدفع، كلها أشكال للقبح الأخلاقي الذي لم يعد الضمير الجمعي يرفضه أو يثور عليه بل صار الرافضون له استثناء لا يمكن القياس عليه..

الأجيال الجديدة معذورة، فقد نشأت على ثقافة الزحام والتدافع وخطف الفرص والفهلوة والواسطة واستغلال النفوذ واستعراض العضلات وهي القيم التي يعززها الإعلام بمسلسلاته وأفلامه الساقطة وبرامجه الحوارية الهابطة ليل نهار، فكيف نتوقع جيلا أخلاقيا راقيا بينما الحاضنة غير الأخلاقية قد أفسدت ذوقه وقتلت الجمال في عيونه جيلًا بعد جيل.
يا سادة انتبهوا قبل فوات الأوان!
الجريدة الرسمية