رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عيسى لـ «شماشرجية الحدائق»: استقيموا يرحمكم الله

محمد عيسى
محمد عيسى

ثمةَ مواءماتٍ لابد لها أن تتم، فما أن تنقشع الغيمة تبدو الأمورُ أكثر إيضاحًا، كل ما عليك فعله أن تسحب كرسيًا وتجلس.. كي تتابع دراما هزلية بائسة فشل مخرجها ومن قبله المؤلف، تحدث رُؤْيَ العين في دائرة سكنها ذات يومٍ عظماء مصر.. لا شيء أسوأ من أن تُعلم شابًا صغيرًا قواعد الخسة والندالة، تعلمه كيف يُصبح لصًا.. يقترف الإثم غير مبالٍ به.. تمارس أمامه عهرًا فكريًا غير مكترث بما تفعل.. ثم تدعوه لتُحكِمَ الجُرم نصب عينيه.


الوضع لدينا في حدائق القبة قُدِّرَ له أن يكون هكذا، بَيْدَ أن شرذمة من الشباب يقفون بُغيةَ تغيير ما هو آنيّ، ربما تسير الأمور يومًا حسبما أرادوا أو حسب نِصابها الصحيح.. لا يبتغون سوى الخير والصالح العام، بعيدًا عن الشو الإعلامي والتطبيل والتهليل لأحد، لا يهمهم سوى الله والفقراء والوطن الأصغر.

ما ليَ أرى أن زهوة المناصب تغير النفوس.. لا أذكر أحدًا ممن اعتلوا مناصب نيابية في الدائرة لم يتغير، كانت خطاباتهم قبل «الركوب» حانية كلها دفء ومشاعر تجعلك تظن أنه سيمنحك قبلة رومانسية بعد جرعة الحنان تلك.. لا أعرف إن كنت مخطئًا أم لا.

فما أن يستتب الأمر يمسح من ذاكرته كل صغيرة وكبيرة عن الدائرة، لا يفكر سوى في جمع ما أنفقه في الانتخابات، أو تسيير الأمور لأقربائه وإلحاقهم في وظائف قيادية كي يضمن أن يقاتلوا في الدورة القادمة لأجله.

أما عن أولئك تجار الانتخابات فحدث ولا حرج.. أولئك الذين ضربوا أقذر أمثلة في الرياء.. بعض مدعي العمل الخدمي بحدائق القبة - وأقول البعض وليس الكل – لا يعرفون قيم النبل والشرف، يتاجرون بأحلام الفقراء، ويأكلون على كل الموائد.

أدعو الله ألا أتلوث من هؤلاء يوما.. فما أن تجلس مع أحدهم يغتاب صديقه الذي أكل معه منذ دقائق.. وكلي يقين أنه كان يغتابني مع صديقه هذا قبل أن يأتيني.





Advertisements
الجريدة الرسمية