رئيس التحرير
عصام كامل

نحن في حاجة إلى إصلاح أخلاقنا وسلوكنا!


فعلًا نعيش في أزمة أخلاق تستدعي وقفة لإصلاحها ولاسيما من جانب أصحاب القلم والرأي والفكر.. إن حاجتنا لإصلاح أخلاقنا وسلوكنا لا تقل أبدًا عن حاجتنا إلى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. وإذا كان من المندوب شرعًا أن نذكر محاسن موتانا فإن ذكر محاسن الأحياء أولى عملًا بقوله تعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم".. وإذا كان الله تعالى انزل القلم منزلة رفيعة حين سمّى في القرآن سورة باسمه.. فإن تكريم أصحاب القلم أولى..


أصحاب الأقلام الشريفة التي لم تهادن الفساد.. وإذا كانت الدولة بمحافلها الكثيرة قد غفلت عن تكريم هذه الطائفة من المبدعين أصحاب الرسالة رغم ذهاب جوائزها وما أكثرها إلى الفنانين ولاعبي الكرة والراقصين وغيرهم.. فإنه آن الأوان أن تحتفي بأصحاب القلم والفكر الذين تحدث أفكارهم وما تخطه أقلامهم تأثيرًا كبيرًا في الرأي العام وشتى فئات المجتمع والذين ناصروا الدولة في حربها للإرهاب، وفي معركة البناء والبقاء.. فمن حق الذين يصنعون للآخرين نجوميتهم وشهرتهم أن يجدوا طريقهم إلى التكريم وهو ما ينبغي أن ينهض به المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة باستحداث جوائز لتكريم أصحاب الأقلام الشريفة.

وأذكر أنني فعلت شيئًا من ذلك حين كنت رئيسًا لمجلس إدارة دار التحرير (الجمهورية) ورئيسًا لتحرير كتاب الجمهورية، من باب تقديم النموذج والقدوة لشباب الصحفيين، وإعادة الاعتبار لأصحاب الفضل والرأي والاستنارة، واعترافًا بفضل من سبقونا في العطاء للوطن والمهنة.. فجمعت (في حفل كتاب الجمهورية) رجالًا يشار إليهم بالبنان، كانوا ولا يزالون ملء السمع والبصر، وتم تكريمهم وأذكر منهم –دون ترتيب- الأساتذة الراحلين: كامل زهيري ومحسن محمد وإبراهيم نافع وجلال عامر وغيرهم.. ومن الأحياء –أطال الله أعمارهم- الأساتذة: إبراهيم سعدة ومكرم محمد أحمد وسمير رجب ومحفوظ الأنصاري وصلاح منتصر وغيرهم..

أتمنى أن تهتم مجالس الإعلام والصحافة بتكريم أصحاب الأقلام حتى تظل القدوة الحسنة "ماثلة" في أذهان الأجيال الجديدة.. وتلك خطوة مهمة في طريق طويل لاستعادة الأخلاق القويمة في المهنة والمجتمع.
الجريدة الرسمية