رئيس التحرير
عصام كامل

فضل أهل بيت النبوة


لله تعالى اصطفاءات واجتباءات من عباده وخلقه يجتبي ويصطفى ويختار ما يشاء منهم سبحانه وتعالى يقول عز وجل (وربك يخلق ما يشاء ويختار)، ولا شك أن على رأس أهل الاجتباء والاصطفاء الحبيب المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا كما جاء في قوله عز وجل: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"، هذا ولقد خصهم تبارك وتعالى بالرحمة الإلهية والبركة، يقول سبحانه: "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد"، هذا وأن فضل آل بيت النبوة رضي الله تعالى عنهم لا يدانيه فضل ولا يستطيع أحد مهما أوتي من علم وبلاغة وفصاحة أن يعبر عن فضلهم ومكانتهم، وذلك لأنهم صفوة الصفوة من خلقه تعالى، فقد خصهم عز وجل بالطهر والرحمة والبركة والتكريم، كما ذكرنا ولعظم قدرهم وعلو شأنهم رضي الله تعالى عنهم جعل سبحانه مودتهم فرضا على الأمة بأسرها فقال عز وجل لنبيه الكريم عليه الصلاة والسلام: "قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى"..


وقد فتح سبحانه بابا من أبواب الفضل والعطاء لأهل مودتهم، حيث قال عز وجل: "ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا"، هذا والسعيد كل السعادة من رزق محبتهم ومودتهم وأقر بفضلهم ومكانتهم فهم فروع وأغصان شجرة النبوة المباركة تلك الشجرة التي أشار إليها الله سبحانه وتعالى بقوله: "شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء"، وأصلها معلوم وهو الحبيب المصطفى والشفيع المرتجى صفوة خلق الله وحبيبه ومجتباه وعين أعيان خلقه سيدنا محمد بن عبد الله إمام الأنبياء وسيد المرسلين والحبيب الأعظم والخليل الأكرم صلى الله عليه وسلم..

وأرض الشجرة الطاهرة المباركة هي أن أم المؤمنين حاضنة الرسالة والرسول وناصرة الدين السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، ولقاح الشجرة فتى الفتيان وأول أهل الإيمان وباب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهارونه هو الإمام على بن أبي طالب، وليد بيت الله كرم الله وجهه، وزوج الزهراء البتول سيدة نساء العالمين وشبيهة أبيها صلى الله عليه وسلم خلقا وخلقا..

هذا وقد جاء في فضلهم رضي الله تعالى عنهم بالإضافة إلى ما جاء في كتاب الله أحاديث نبوية كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وعترتي أحب إليه من عترته وأهلي أحب إليه من أهله وذاتي أحب إليه من ذاته"، وقوله: "الزموا مودتنا أهل البيت فوالذي نفسي بيده لا يدخل أحدكم الجنة بعمله إلا بمعرفة حقنا آل البيت"، هذا وآل البيت رضي الله تعالى عنهم هم حبل الله الممدود ما بين السماء والأرض، كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده المروي عن سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".

هذا ولقد أشار النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أنه وليهم وعصبتهم من خلال قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم وهم عترتي خلقوا من طيني ويل للمكذبين بفضلهم من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله"، هذا والحديث عن فضل آل البيت يطول فرضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ونفعنا بهم في الدنيا وثبتنا على الصراط يوم القيامة ببركة محبتهم ومحبة الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم كما قال عليه الصلاة والسلام في حديثه: "أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي".
الجريدة الرسمية