رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اسأل الرئيس.. حسنا إني أسأله!


هي فرصة قوية في الحقيقة أن يضع المواطن رئيسه موضع استجواب واستفسار وسؤال، وهي قوية للطرفين، تتيح لكل جانب، الشعب من ناحية والرئيس من ناحية أخرى، أن يتبادلا الهموم والمعرفة، ويكشف حرص الرئاسة على طرح هذه المبادرة عن ثقة المسئول فيما سيُلقيه عليه السائل، ولقد رأينا نموذجا سابقا لهذا النوع من الحوار الحي بين رئيس البلاد والشباب في مؤتمر الشباب الأخير بالإسماعيلية، وحملت أسئلة الشباب هموم ومتاعب ومخاوف وأحلام الناس بالنسبة للحاضر والمستقبل، هذا النوع من الديمقراطية يجعل من كل مواطن معني بشئون وطنه صحفيا، وتجعل من الرئيس هدفا لكل سؤال، أي كل هم وكل غم، وكل حلم، وكل أمل، المهم في الحوار الذي سيبدأ بعد أن تتم عملية إرسال الأسئلة في مدة خمسة أيام تنتهي يوم الخامس عشر من يناير، أن يتعرف المواطن بجدية على المشكلة موضع سؤاله، كما يليق بالصحفي والإعلامي حين يوجهان سؤالا، فليس يليق أن يكون السؤال عبثا أو ضربا من السذاجة، لأن السؤال القوي المدروس سوف يستفز في الرئيس كل قوة المعلومات والإجابات التي يمكن أن يتيحها للمواطنين ردا على سؤال من مثل هذا النوع، وبصفتي مواطنا مصريا اعتز بوطني، ورئيسي، وبصفتي صحفيا أعتز بمهنتي التي هي حياتي، فإنني أتوجه إلى رئيسي عبد الفتاح السيسي، بالأسئلة التالية:


سيادة الرئيس...
١- لماذا لا تضرب الحكومة بيد من حديد على اللصوص من التجار، الذين لم تجد معهم مناشدات ولا توسلات ولا رجوات؟!
٢- أين أسماك وجمبري مزرعة غليون يا ريس، ولماذا لم ينزل إنتاجها إلى السوق حتى الآن، وإذا كانت نزلت فأين ذهبت ومن اشتراها، رغم فرحة الناس بالإنتاج الوفير وتطلعهم أن يؤدي طرح هذه الكميات الضخمة إلى خفض أسعار الأسماك؟ إن عدم طرح إنتاج الصوب الزراعية والمزارع السمكية والدواجن، يعطي الفرصة بسهولة لكتائب ترويج الشائعات والأكاذيب من الإخوان الإرهابيين، فضلا عن أن التجار الجشعين يغذون بدورهم هذه الأكاذيب ويروجون إلى أن إنتاج المزارع التي يفتتحها الرئيس ليس للشعب بل للتصدير وللخاصة!

٣- نتابع بكل فرحة ووطنية كل الإنجازات والمشروعات، من طرق ومدن وكباري وأنفاق ومساكن، ونتساءل من أين التمويل ومنين الفلوس دي كلها!؟ طمنا يا ريس هل توجد خميرة مكنونة؟ هل كلها قروض؟ نعلم أن الإنفاق في محله، لكن الطمأنينة التي تظهر بها علينا نود لو نتشاركها معك بخصوص هذه النقطة!

٤- فرحنا بالطبع أن الاحتياطي من الدولار بلغ مستوى الاحتياطي الذي تركه الرئيس الأسبق حسني مبارك، بل تجاوزه، لأول مرة في تاريخ الاحتياطي الدولاري المصري، وهذا أمر يسعدنا ويطمئننا، لكن ما لفت نظرنا هو إعلان البنك المركزي أن مصر سددت ٣٠ مليار دولار قروضا والتزامات لجهات ودول في العام الماضي وحده!

والله حاجة تفرح، يعني عندنا ٣٧ مليار دولار، وسددنا ٣٠ مليار دولار، يعني كان ممكن يبقى عندنا ٦٧ مليار دولار؟ طب السؤال هو من أين سددنا الثلاثين مليارًا؟ هل سددنا القروض القديمة بقروض جديدة؛ فندخل في حلقة جهنمية مفرغة؟ بالتأكيد لا يمكن للبنك ولا الحكومة الإقدام على عملية تدوير وإعادة تدوير القروض، لأن كل تدويرة فيها عبء مالي إضافي وخدمة دين جديدة! فمن أين دبرنا المبلغ المهول الرائع الذي سددناه؟ هل لدينا مصادر دخل جديدة لم يعلن عنها؟

٥- هل يوجد أم لا يوجد ما يسمى بالقضية ٢٥٠ أمن دولة عليا، ويتردد أنها تضم أسماء سياسية وصحفية وإعلامية وطفيلية مشهورة، تتحدث الآن باسم الدولة وتدافع عنها، وكانت من قبل ألسنة وأبواق الخراب في يناير وجاءوا بمرسي وعصابته؟ إذا كانت القضية وهما فإن الشعب يتطلع لمعرفة أنها وهم وأن كل الأشرار الحاليين هم ملائكة لم يحرقوا مصر عبر أعلام مباعة لدول وأجهزة مخابرات عملت على هدم وتقويض أركان الدولة المصرية. 

٦- متى بالضبط يا سيادة الرئيس يشعر المواطن بعائدات الغاز المكتشف في جيبه وجيوب بيته وأولاده، فيطمئن وتشرق حياته من جديد بدلا من العبوس والجهامة والهم الذي عفر ملامح الوجوه المصرية؟

٧- سؤال في الشأن الخارجي.. متعلق بنا وبأمريكا، كيف تعلن الدولة أننا وواشنطن أصحاب وأصدقاء وكيمياء حلوة مضبوطة بل وبيننا شراكة إستراتيجية، وفي الوقت ذاته يفهم الشعب من الإعلام أن المخابرات الأمريكية تَكيد مع القطرية والتركية لإسقاط الدولة وتمكين الإرهابيين من الدواعش والإخوان؟ وهل حدث أن واجهت مصر إدارة ترامب بأدلة؟

٨ - ما مدى وما حجم التكلفة السياسية والعسكرية التي سوف تتحملها مصر جراء فضح أمريكا في مجلس الأمن ثم الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟

٩- السودان الإخواني ليس هو السودان الشقيق الذي توهمناه، بفعل مناورات رئيسه البشير، فكيف يمكن لمصر إعادة القيادة السياسية في الخرطوم إلى صوابها؟ وهل هذا ممكن أم فات الأوان؟

١٠- السؤال الأخير هل أنت راض عن وجودك في انتخابات ديمقراطية بلا منافس ذي ثقل ووزن؟! ولماذا في الحالتين، راضيا كنت أو غير راض؟!

هذه أسئلتي، وأظنها أسئلة الناس، ويعلم الرئيس مثلها وأضعافها، ونثق أنها ستكون موضع نظره وإجابته، لكي ندخل معه ولايته الثانية والأخيرة وكلنا طمأنينة على المستقبل، وقد بنى وعمر ووعد فأوفى.
Advertisements
الجريدة الرسمية