رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس يستشير نفسه!


كنّا نعتبر أن الحاكم غير الصالح هو الذي يحبس نفسه في دائرة ضيقة من المحيطين به أو المساعدين والمستشارين، لا يسمع إلا لهم ولا يفكر إلا من خلالهم ولا يستجيب لغيرهم ويفكر بعقولهم.. لكن الرئيس ترامب أضاف لنا نموذجًا آخر للحاكم غير الصالح، وهو الرئيس الذي لا يستشير إلا نفسه ولا يستمع لأحد إلا لنفسه، رغم أنه لديه كتيبة من المستشارين والمساعدين والمؤسسات التي تدرس وتتابع وتحلل وتقدم العديد من المقترحات والبدائل المختلفة له ليختار منها ما يشاء في نهاية المطاف.. بل إن هذه المؤسسات والهيئات تقدم له أيضًا التحذيرات مما اتخذه أو ينوي أن يتخذه من قرارات ويعلنه من سياسات، وتحاول أيضًا أن تحتوى الآثار الجانبية لقراراته وتصريحاته الغزيرة.


إن كتاب "النار والغضب" في بيت ترامب الأبيض يقول إنه عندما سئل ترامب من تستشير رد قائلا أستشير نفسه.. ولعل هذا أصدق ما جاء في الكتاب عن ترامب الذي لا يستطيع تكذيب ذلك أو إنكاره مثلما أنكر معرفته بمؤلف الكتاب وأنه التقى معه من قبل.. لذلك علينا أن نتوقع كل ما هو صادم من هذا الرئيس في السنوات الثلاث المتبقية من حكمه إذا لم يتمكن خصومه من النيل منه وطرده قبلها من البيت الأبيض الذي لا يرتاح للإقامة فيه كما نسب إليه ذلك الكتاب.

هذا يعني ألا نعول على ترامب فيما نقرره لأنفسنا من سياسات وقرارات ومواقف، ولنعتبر كل ما قاله عنا من قبل هو من قبيل لغو الكلام فقط! وفى ذات الوقت علينا أن نسعى لتفادي أي آثار سلبية لقرارات ذلك الرئيس الذي لا يستشير إلا نفسه فقط.. وَيَا حبذا إذا توفر عدد من خبرائنا على دراسة شخصيته بشكل جاد وتفصيلى حتى يمكننا التوصل إلى توقعات بخصوص ما قد يفعله لنكون مستعدين للتعامل معه.
Advertisements
الجريدة الرسمية