رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

Time’s Up.. يوبيل ماسي مكلل بالسواد


بدأ موسم مكافآت هوليوود السنوي بحفل "جولدن جلوب"، وكان يفترض أن تتميز الدورة 75 عن سواه باعتبارها "اليوبيل الماسي"، لكنها "تكللت بالسواد بقرار نسائي؛ احتجاجًا على الاعتداء الجنسي المتأصل في "هوليوود"، اتشح الجميع باللون الأسود، تلبية لدعوة من 300 شخصية فنية بارزة تبنت حملة "Time’s Up" أي "انتهى الوقت" لمعالجة مشكلات النساء "الأقل شهرة من ضحايا التحرش الجنسي"، التي ظهرت للعلن بعد فضيحة المنتج الأمريكي النافذ هارفي واينستين.


نجحت الحملة في إيصال رسالة للمسئولين والنافذين بأن "نجمات هوليوود اتشحن بالسواد تضامنًا مع ضحايا التحرش الجنسي والتمييز ضد النساء ويرفعن الصوت عاليًا بأن زمن الصمت عن هذه المشكلة انتهى، ولن تقبل هوليوود بهذا بعد الآن وأن المواجهة بدأت والمساواة آتية".

الاحتجاج بدأ من البساط الأحمر ومع استعراض النجمات أمام العالم، اصطحبت بعضهن عضوات من حملة "Me Too" لمواجهة التحرش والاعتداء الجنسي، ولم يختلف الأمر في المسرح عن خارجه، وسادت الدعوة إلى تغيير الواقع المشين.

ألقى سيث مايرز مقدم الحفل نكات لاذعة عن هوليوود بعد حقبة واينستين وبعض النجوم المتورطين في التحرش والاغتصاب، وقال مايرز "2018 ستكون سنة جيدة، الماريجوانا باتت مسموحة والتحرش الجنسي ممنوعًا"، ولم يفت الكوميدي الأمريكي فرصة إهانة الرئيس ترامب، عندما ألمح أن "الشخص الوحيد الذي كان يتحدى كوريا الشمالية هو الممثل الكندي سيث روجين في فيلم The Interview وحينها كانت الأمور أبسط، أما تصرفات ترامب وسياسته تجاه كوريا الشمالية تبدو وكأنها جزء من فيلم كوميدي".

في مجريات الحفل أذهلت الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري العالم، بخطاب مؤثر أثبت قوتها ونفوذها، حتى أنه حل "ترند" حفل الجوائز، فدعاها الجمهور إلى الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.

تميزت أوبرا بخطاب جريء ضد التحرش الجنسي "المتوطن" في هوليوود، لدى استلامها جائزة "سيسيل بي دوميل" كأول امرأة سوداء تنال "جولدن جلوب" عن مجمل إنجازاتها المهنية، أشادت وينفري بدور الإعلام في كشف الفساد والظلم، لتنتقل مباشرة إلى قضية التحرش التي انكشفت أخيرًا، وقالت: "ما أعلمه أنّ قول الحقيقة هو السلاح والأداة الأكثر قوّة التي نمتلكها، وأنا فخورة بجميع النساء اللاتي امتلكن القدرة على التحدث عن تجاربهنّ الشخصية في التحرش الجنسي ومشاركتها إلى العلن لفضح ما يحدث في هوليوود.. نعم لفترة لم يسمعوا أو يصدقوا النساء بسبب قوة الرجال، ولكن انتهى وقت الرجال الآن".

وتابعت أوبرا بمرارة: "كان يتم الاحتفاء بنا بسبب القصص التي نقدمها للجمهور، فصرنا هذا العام نحن القصة، لكن قصة التحرش لا تحدث في الفن والترفيه فقط، بل في كل ثقافة وموقع جغرافي وعرق ودين وسياسة ومكان عمل.. لذا أنا ممتنة لكل امرأة عانت وتحملت سنوات من الإساءة والاعتداء لأنها تذكرني بأمي".

واختتمت وينفري: "إلى الفتيات اللاتي يشاهدنني الآن، هناك يوم جديد يلوح في الأفق، وعندما يبزغ هذا اليوم سيكون بسبب العديد من النساء الرائعات، إلى جانب بعض الرجال الذين يقاتلون بجدية لكي يوصلوننا إلى مرحلة لا يصبح على أحد فينا أن يقول "وأنا أيضًا".

اللافت في دورة اليوبيل الماسي كان الانحياز إلى المرأة وقضاياها، حيث تصدر مسلسل Big Little Lies قائمة الأعمال الفنية الأكثر فوزًا بحصد 4 جوائز "جولدن جلوب" وهو يتناول معاناة المرأة من العنف الأسري، وفازت نيكول كيدمان بجائزة أفضل ممثلة عن دور المرأة المعنفة، وفاز ألكسندر سكارسجارد، الذي يُؤدي دور الزوج، بجائزة أفضل ممثل مساعد، كما حصلت لورا ديرن على جائزة أفضل ممثل مساعدة. ونال العمل نفسه جائزة أفضل مسلسل وقالت المنتجة ريز ويذرسبون: "إن العمل يروي قصصًا عن اللاتي أسكتهن الاعتداء والتحرش، لقد حان الوقت كي نكشف تلك المعاناة، نحن نراكم ونسمعكم ونروي حكاياتكن".

غلب على الجوائز تمكين المرأة، إذ نال فيلم "ثري بيلبوردز" 4 جوائز مماثلة وهو عن أم تواجه السلطات لحل لغز قتل ابنتها، وأكدت فرانسيز ماكدورماند الفائزة بجائزة أفضل ممثلة "النساء حضرن هنا ليس للطعام بل لجودة عملهن، ولابد من حدوث زلزال في هيكلية النفوذ في أوساطنا".

وكافأت "جولدن جلوب" مسلسل The Handmaid’s Tale، عن مجتمع تستغل فيه النساء لخدمة الرجال ذوي السلطة، وأهدت إليزابيث موس، جائزة أفضل ممثلة فئة الدراما عن دورها في المسلسل إلى الروائية مارجريت آتوود، "أهدي الجائزة لمارجريت، وجميع النساء اللاتي أتين قبلك وبعدك وتمتعن بالشجاعة الكافية للحديث بصوتٍ عالٍ عن التسامح والظلم"، ولم يختلف الأمر كثيرًا مع The Marvelous Mrs Maisel، الفائز بأفضل ممثلة وأفضل عمل كوميدي عن زوجة من الخمسينيات، تسعى لإنجاح حياتها المهنية في مجال الكوميديا.

اليوبيل الماسي المكلل بالسواد نجح في تمكين المرأة، لكن المشوار ما زال طويلا خصوصًا في صناعة سيطر عليها الرجال لأكثر من 100 عام، وعلى نساء هوليوود ضرب المثل في الصمود وعدم الرضوخ.
Advertisements
الجريدة الرسمية