رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإصلاح يبدأ من هنا (2)


مصر في حاجة إلى تغيير جذري في الولاية الثانية للرئيس يبدأ بإصلاح التعليم والفكر والثقافة والسلوكيات والأخلاق والإعلام والخطاب الديني. فإذا تمكنت الدولة من بناء منظومة تعليم صالح أمكنها استعادة دورها الحضاري الأصيل وتمتين علاقاتها الثقافية مع دوائرها العربية والإسلامية والأفريقية التي أهملناها طويلًا بدعوى الحوار الوهمي مع الآخر أو الغرب تحديدًا.


متى نرى مواكب الثقافة المصرية تشق طريقها إلى الدول العربية الشقيقة، وتكمل مشوارها الحضاري مع الدول الإسلامية ودول أفريقيا؟ ولا سيما منابع النيل؛ استنادًا إلى مكانة تاريخية يحظى بها الأزهر الشريف في العالم أجمع وكذلك الكنيسة القبطية.. نرجو أن يتم البناء على هذا الميراث الحضاري وأن يجتهد رجال الأزهر في تجديد الفكر الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة وبناء مفاهيم دينية صحيحة وإيمان رشيد لدى شبابنا في مواجهة الفكر الضال الذي يغرر بهم فكريًا وعقيديا، ويستغلهم سياسيًا لتنفيذ مخططاته التخريبية استثمارا لمشكلات اقتصادية وضعف التعليم وغياب الدولة.

ولعل حادث كنيسة حلوان الذي أفشله الأهالي بالتعاون مع أجهزة الأمن، في ملحمة رائعة قادها "عم" صلاح الموجي بشجاعة وطنية نادرة حين أمسك بالإرهابي غير مبالٍ بتعرض للموت.. ليؤكد من جديد أصالة معدن المصريين ووعيهم الفطري الذي يدلنا على استحالة النيل من جبهتهم الداخلية ورفضهم التام للإرهاب بشتى صوره.

آن الأوان أن يعود الإنتاج بأقصى طاقته حتى لا نظل تحت رحم الدولار.. فليس معقولا والحال هكذا أن نستورد 90% من غذائنا وكسائنا بينما أعرق آلاتنا الصناعية ممثلة في الغزل والنسيج لا تزال معقولة.. وحقولنا لا تنتج ما يكفينا حتى من الفول طعام المصريين المفضل وغيره من السلع الإستراتيجية المهمة.. نريد حراكا اقتصاديا جاذبا للاستثمارات العربية والأجنبية بقوة.. وأن تبادر بنوكنا بفتح خزائنها أمام المستثمرين المصريين الجادين ولا سيما الصناعات الصغيرة والمتوسطة.

وعلى الرئيس السيسي أن يكلف مؤسسات الدولة ومراكزها البحثية بدراسة حالة أخلاق المصريين وسلوكياتهم لمعرفة ما أصابها، وأسباب تطور الجريمة والعنف والانعزالية والسلبية وارتفاع معدلات الطلاق وأطفال الشوارع وغيرها من الظواهر السلبية الخطرة.. وإيلاء الشباب الذين يمثلون 60% من تعدادنا السكاني عناية أكبر لمعرفة كيف يفكرون، وبمَ يحلمون.. وهل هم راضون عن أداء الحكومة.. وماذا يتوقعون من الرئيس في ولايته الجديدة.. ومدى تأثير الإعلام عليهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية