رئيس التحرير
عصام كامل

هل نشهد تغييرات كبرى؟!


الشارع السياسي في حاجة إلى صحوة حزبية تضخ الحيوية في شرايينه؛ فالديمقراطية عمادها التعدد، وذروة سنامها المنافسة والنضال السلمي، وغايتها الحراك السياسي والتعبير الصادق عن آمال الشارع وطموحاته.. وليس مجرد معارضة صورية وأحزاب لا تعدو كونها لافتة وشعارًا أو مقرا وصحيفة في أحسن الأحوال.. ما هكذا تورد الإبل يا أحزابنا الموقرة.. التحرك على الأرض والتلاحم مع الجماهير ينتظركم؛ فلا تخذلوها، ولا تخذلوا أوطانكم التي منحتكم شرف الحزبية، ومن قبلها شرف الحياة فوق ترابها.


يحدوني أملٌ كبير أن تشهد الأيام المقبلة حراكا سياسيًا تجتمع له قلوب المخلصين للوطن، الداعمين للدولة، وألا يكتفي قادة الأحزاب ورجالاتها بالخطب الرنانة عبر الميكروفونات وأثير الهواء.. وأتصور أن الولاية الثانية للرئيس السيسي سوف تشهد تغييرات كبرى سواء في الحكومة التي ينبغي لأعضائها أن يتحلوا بقليل من الحس السياسي لتحمل المسئولية، وإنجاز إجراءات ملموسة في ملفات طال ركودها مثل التعليم والثقافة والفكر الديني والإعلام؛ إنقاذًا لأمننا القومي الذي تحاول قوى عديدة النيل منه، والتأثير فيه لصالحها.. وانتخاب برلمان جديد.. والمجالس المحلية.

لا شك أن الرئيس السيسي تحمل بشجاعة مسئولية مرحلة حرجة، وعبر بنا نفقًا مظلمًا حفره الإخوان وأهل الشر لإغراق مصر والمنطقة كلها فيه، ولاسيما دول ما عرف بالربيع العربي الذي تحول بسببهم إلى خريف مخيف ومفزع.. أدرك السيسي ولا يزال خطورة ما فعله حين قرر السباحة ضد تيار جارف تدفعه أمواج الإخوان والأمريكان ومن دار في فلكهما.. وضع الرجل روحه فوق كفيه غير عابىء بما قد يقع من إخفاق أو تعثر، ولا بالمشانق التي كانت في انتظاره إذا أخفق.. كانت غايته أن تعود مصر قوية بمؤسساتها، وألا يضيع ما بقي من قوتها بعد سنوات عجاف عاشتها في أعقاب أحداث 25 يناير 2011.
الجريدة الرسمية