رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المطران عطا الله حنا: «صهينة القدس».. مؤامرة هدفها تصفية بقايا «المدينة المقدسة»

فيتو

أكد المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، أن قرار الرئيس الأمريكي الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال لن يزيدنا إلا تمسكًا وتشبثًا وارتباطًا بالمدينة المقدسة، قائلا: «القدس لنا وستظل لنا».

وتواصلت «فيتو» مع المطران عبر البريد الإلكتروني، للتعرف على موقفه بعد قرار الرئيس الأمريكى الأخير، وأوضح أن قرار ترامب كشف المؤامرة غير المسبوقة التي تتعرض لها مدينة القدس منذ سنوات، ففي الوقت الذي يتم فيه استهداف المقدسات والأوقاف الإسلامية يتم الاعتداء على أوقافنا المسيحية التي تسرق منا عبر سماسرة ومرتزقة وعملاء أوجدهم الاحتلال خدمة لأجنداته وسياساته.

وقال: «نحن أمام فصول مؤامرة مستمرة ومتواصلة هدفها تصفية ما تبقى من القدس وابتلاعها بشكل كلي، والقرار الرئاسي الأمريكي تتويج لهذه المؤامرة التي تتعرض لها مدينتنا المقدسة في ظل حالة انقسامات فلسطينية داخلية نتمنى أن تزول، وفى ظل وضع عربي مترهل».

ودعا المسيحيين والمسلمين إلى مواجهة تحديات ومخططات ومؤامرات هادفة لابتلاع القدس وطمس معالمها وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها.

وأكد المطران عطا الله حنا، ضرورة الارتقاء إلى مستوى الحدث وتحمل المسئوليات الجسام الملقاة على عاتق أبناء القدس؛ فالقدس أمانة في أعناقنا ويجب أن ندافع عنها مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات.

وأضاف: «لن نستسلم للمؤامرات التي تتعرض لها مدينة القدس والتي كان آخرها الإعلان الأمريكى المشئوم، وستبقى مدينة القدس عاصمتنا وحاضنة مقدساتنا، علينا أن نكرس ثقافة الوحدة الوطنية والتآخى بين كل مكونات مجتمعنا في المدينة المقدسة.. الاحتلال يريدنا أن نكون منقسمين على أنفسنا، ويسعى لإدخال الفتن والتصدعات والتشرذم إلى مجتمعنا، ونحن بدورنا يجب أن نسعى دوما من أجل أن نكون موحدين لأن وحدتنا هي قوة لنا في الدفاع عن القدس ومقدساتها وأوقافها المستباحة».

وأعلن أن القدس عاصمة فلسطين والشعب الفلسطينى الروحية والوطنية والإجراء الأمريكى الأخير لا يعنى شيئا؛ القدس مدينة محتلة ويجب أن يزول عنها الاحتلال.

وحذر المطران عطا الله حنا من اليأس والإحباط، فالأعداء يريدون أن يكون الشعب الفلسطينى في حالة استسلام وتراجع وخوف وتردد، والأيادى المرتجفة والنفوس المترددة لا يمكنها أن تكون عاملا مساعدا في استعادة القدس والحفاظ على هويتها.

ووجه رسالة إلى أبناء القدس: «كونوا أقوياء لأنكم أصحاب قضية عادلة، فالقضية العادلة لن تضيع ما دام هنالك شعب أبيّ مناضل مكافح متمسك بحقوقه وثوابته وانتمائه لهذه الأرض المقدسة، فالقدس لن تضيع منا بتوقيع صادر عن رئيس أمريكى نعرف من الذي يوجهه ومن الذي يحركه، القدس لن تضيع منا رغمًا عن كل المؤامرات التي نتعرض لها.. أعداؤنا يتناسون أن للبيت ربا يحميه وأن في البيت شعبا أبيا متمسكا بحقوقه وثوابته وانتمائه لهذه الأرض المقدسة، إن توقيع ترامب لن يلغى حق شعبنا في أن يكون في هذه المدينة المقدسة، إن هذا التوقيع المشئوم لن يتمكن من شطب وجود شعبنا وتمسكنا بحقوقنا وثوابتنا».

وقال: «نعيش في مرحلة تخلى فيها بعض العرب عن واجباتهم تجاه القدس وتجاه فلسطين لا بل أصبح البعض منهم جزءًا من المؤامرة التي تستهدفنا وتستهدف قدسنا ومقدساتنا».

وأكد المطران أن من يصون القدس هم أبناء القدس وفلسطين وأحرار العرب الذين لم يفقدوا البصر والبصيرة، وبقيت بوصلتهم باتجاه القدس وفلسطين وأحرار العالم الذين يقفون إلى جانبنا ويرفضون القرار الأمريكى المشئوم، كما أنهم يقفون إلى جانبنا في دفاعنا عن القدس وفى دفاعنا عن عدالة قضية شعبنا.. وقال: «ستبقى القدس لنا وسيبقى المقدسيون أوفياء لمدينتهم ومقدساتهم، نحن الذين سنفشل هذه المؤامرة التي تستهدف مدينتنا والتي كانت آخر تجلياتها ما تم إعلانه مؤخرًا من قبل الرئيس الأمريكي».

ودعا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس الفلسطينيين للدفاع عن المدينة المقدسة بكل ما أوتوا من قوة؛ فأنتم تمثلون الأمة في دفاعكم عن مدينتكم ومقدساتكم، لن يمر القرار الأمريكى الأخير، ولن تنجح كل المؤامرات التي تستهدف مدينة القدس، وكلها ستتحطم بوعى المقدسيين وصلابة موقفهم وبوحدة شعبنا الفلسطينى الذي يدافع بصدوره العارية عن أقدس بقعة في العالم اختارها الله لكى تكون مكانا يجسد محبته نحو البشر.

وقال: «المسيحيون والمسلمون هم أبناء شعب واحد يدافعون عن قضية واحدة وسنفشل كل المؤامرات الهادفة لإثارة الفتن في مجتمعنا من قبل أولئك الذين يتاجرون بالدين لأغراض لا دينية ويلبسون ثوب الدين والدين منهم براء».

وأكد أن أولئك الذين يستهدفون أوقافنا المسيحية وحضورنا المسيحى العريق في هذه المدينة المقدسة هم ذاتهم الذين يستهدفون المسجد الأقصى والمقدسات والأوقاف الإسلامية. ووجه المطران نداءً إلى كل المرجعيات الروحية المسيحية في العالم وإلى كل الكنائس بضرورة أن يكون هناك موقف مسيحى عالمى رافض للقرار الأمريكى ورافض للإجراءات الاحتلالية التعسفية بحق أبناء المدينة المقدسة، وقال: «نريد صوتا مسيحيا عالميا يرفض استهداف مدينة القدس والتعدى على مقدساتها واستهداف أوقافها».

وأكد المطران أن الاحتلال الإسرائيلى للقدس إنما يستهدف الجميع دون استثناء، ويعامل الجميع كالغرباء في مدينتهم وتتمنى السلطات الاحتلالية بأن نُحزم أمتعتنا وأن نغادر هذه المدينة المقدسة لكى نتركها لهم ولسياساتهم وممارساتهم، وقال: «القدس مدينة تُسرق منا وتستهدف وتستباح مقدساتها وأوقافها، القدس في كارثة حقيقية، وهنالك أخطار محدقة بمدينتنا في ظل وضع فلسطيني داخلي كنا نتمنى أن يكون أفضل مما هو عليه اليوم، وفى ظل حالة عربية مأساوية وفى ظل انحياز أمريكى وغربى لإسرائيل، ولكن بالرغم من كل هذه المعطيات المؤلمة والمؤسفة فإننا كفلسطينيين سنبقى رقما صعبا في هذه المدينة».

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
Advertisements
الجريدة الرسمية