رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«عم محرم» مقدم متقاعد أرضى والدته فأرضاه الله وتوفي ساجدا بالمنوفية

فيتو

"اللهم ارزقنا حسن الخاتمة"، ذلك الدعاء الذي يتمنى كل مسلم تحقيقه؛ ولأن من عظيم العمل يكون حسن الجزاء فكان لـ "محرم فهمي حمد" نصيب عظيم من تلك الخاتمة.


عم "محرم" ابن قرية ميت فارس التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، لم يكن وحيد والديه، إلا أنه أصر على رعاية والدته بنفسه.

لم تكن والدته تكف عن الدعاء له أن يرزقه الله الخير في الدنيا والآخرة، حيث كان يبرها ويعتنى بتنظيف غرفتها وغسل ملابسها وإعداد الطعام لها بنفسه حتى وافتها المنية راضية عنه شاخصة بصرها إلى السماء داعية الله أن يرضى نجلها كما أرضاها.

مسجد "صلاح الدين" ذلك القائد الذي حرر القدس يومًا من أيدي الصليبيين من الطبيعى أن يكون إمام المسجد الذي يحمل اسمه نصيبًا من خلقه ومن عظمته، حيث كان "عم محرم" يؤم المصلين من أهالي قريته بذلك المسجد منذ أن أحيل للتقاعد من القوات المسلحة.

الجميع من أهالي قريته يشهدون له بحسن الخلق وطيب السمعة والمداومة على فعل الخيرات والوقوف بجوار المحتاجين، وفي الأربعاء الماضى خرج "عم محرم" ليصلي بالناس إمامًا في صلاة المغرب كعادته وبدأت الصلاة إلا أنه أطال السجود بشكل استدعى المصلين للقلق.

بدأ المصلون يطلقون بعض الهمهمات تنبيهًا للإمام أنه أطال السجود لكنه لا يستجيب فظنوا أن للرجل حاجة من ربه أراد أن يلح عليه في الدعاء ساجدًا حتى يستجيب له.

انتظروا بعضًا من الوقت وأعادوا الهمهمات مرة أخرى وأيضًا دون استجابة فأيقن الجميع أن الإمام أصابه شىء يمنعه من استكمال الصلاة، فخرج أحدهم من صلاته وتوجه إليه ليتبين ماذا حدث.

وما إن بدأ في تحريكه حتى سقط الإمام، خرج باقى المصلين من صلاتهم وتجمعوا يبكون حوله، بعد أن تأكدوا من أن الرجل أسلم روحه لبارئها راضية مرضية.

حمل أهالي القرية جثمان الرجل في مشهد جنائزي مهيب ليشيعونه إلى مثواه قبل الأخير ليلحق جسده بروحه التي ارتفعت من المسجد تسبقه إلى أعالى الجنان لينال الرجل ما تمنى تاركًا القدوة لمن أراد "حسن الخاتمة".
Advertisements
الجريدة الرسمية